ابتدع الرئيس الفرنسي اليميني المتطرف ساركوزي مصطلحُا جديدُا أسماه العنصرية الإيجابية وهو شئ يشبه الفوضى الخلاقة لصاحبته كوندليزا رايس ومع إنتهاء فترة حكم الرئيس شيراك والتي أعتبرت من الفترات المعتدلة في السياسة الفرنسية ووصول ساركوزي إلي قصر الإليزيه والأنظار الأمريكية عينها علي هذا الرجل وذلك كونه يمثل أو محسوبا علي التيار اليميني المتشدد والمعادي لكل ماهو عربي وإسلامي فمن المعروف أن والد الرئيس الفرنسي هو نيكولا بول ناجي دي بوكسا ساركوزي وهو يهودي من أصل مجري وهاجر إلي فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية وعمل في فرنسا كجندي مرتزق في الجيش الفرنسي في حربها ضد الجزائر وتزوج من يهودية من أصل يوناني ولذلك تربط الرئيس الفرنسي علاقات قوية ووطيدة بدوائر صنع القرار الصهيوني والأمريكي وتأتي علي رأس هذه الدوائر منظمة آيباك ذات التأثير القوي علي القرار الأمريكي كما أنه يؤمن إيماناً شديدًا بنظرية جناب الكومندا المهم بوش في محاربة الإرهاب في إشارة إلي الإسلام بالطبع ، كان لابد من هذه المقدمة الطويلة وذلك للوقوف علي أهداف عقد مؤتمر باريس حول أزمة دارفور فكان لابد من إلقاء نظرة تحليلية علي المؤامرة السودانية والهدف الساركوزي من وراء هذا الاجتماع إلا تقديم اوراق إعتماده لدى الكومندا المهم ليقوم بأداء الدور الثانى الذى خلا بخروج تونى بلير من الساحة السياسية ولذلك قامت العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع برعاية إجتماعاً دوليًا حول دارفور والمعلن في كل المؤتمرات المؤامرات هو تدبير الدعم المالي والدولي وإشاعة الأستقرار في الإقليم وبدعوي وقف المجازر والإبادة الجماعية لسكان الإقليم وذلك بمشاركة اثنتي عشر دولة في حين إنه لم توجه الدعوة لصاحبة هذه المشكلة وهي السودان والإتحاد الإفريقي وقد جاء الاجتماع برعاية فاتنة العرب وصاحبة نظرية الفوضى الخلاقة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية وخافير سولانا الممثل السياسي للخارجية الأوربية وقد أثار ساركوزي ورايس عددا من المواضيع التي تحظي بأولوية المجتمع الدولي وطلب الرئيس الفرنسي إعتماد الحزم مع السودان والأطراف المتنازعة في الإقليم في حال رفض التعاون لإيجاد تسوية ترضي المشروع الأمريكي الصهيوني علي المجتمع الدولي إيجاد سبيل لإجبار السودان علي قبول قوة دولية للتدخل وحفظ الأمن وذلك بعد سياسة تضليل الرأي العام الدولي والعالمي من خلال تضخيم أزمة دارفور ووصف بوش الصغير لها ولما يحدث هناك بأنه إبادة جماعية وعلي المجتمع الدولي التصدي لها وهذا ما يفسر الأزدواجية الأمريكية في المعايير الدولية والتي تحدثنا عنها في مقالة سابقة تحمل نفس المضمون الأمر الذي يثير الدهشة في هذا الموضوع هو أن السودان ليست لديها أي تحفظات علي اجتماع باريس بشان دارفور والعجيب والغريب في الامرانه لم توجه للسودان أي دعوة للمشاركة باعتبارها ليست طرفا في مجموعة الاتصال الدولية حول الإقليم .ولقد جاء مؤتمر باريس حول دارفور محصلة لما تبذله دوائر صنع القرار الصهيوامريكي من ضغوط لتنفيذ مخططاتها الإجرامية الخفية والمعلنة وان إنعقاد مثل هذا المؤتمر والذي لم تدع إليه الخرطوم يؤكد أن قبول حكومة الخرطوم بإنتشار القوات الدولية لن يكون أخر المطاف وإن ما جاء من دعوة ورعاية ساركوزي بوش فرنسا الجديد برعاية ودعم هذا المؤتمر إنما جاء لتقديم عربون الصداقة والتقاء المصالح الفرنسية الأمريكية وإدارة بوش وعصابته من اليمين المتصهين وجاء هذا المؤتمر أيضا في وقت فقدت فيه الإدارة الأمريكية مصداقيتها في العالم بعد سقوطها المروع في أكاذيب نشر الديمقراطية في العالم العربي ودعمها للفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط والتي أوصلت العالم والأمة العربية إلي منزلق تاريخي عصيب نجني ثماره في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وأفغانستان أي أن هذا المؤتمر في الأصل هو أمريكي بنكهة فرنسية صهيونية مما يؤكد أن فكرة المشروع الأمريكي مازالت تستهدف السودان والقارة السمراء وإن بوش وعصابته تستخدم هذه الأزمة لتمرير الأجندة الخاصة بها لإعادة هيكلة السودان وانتزاعه من محيطه العربي وعزلة عن مصر وضمه إلي ما أصطلح الأمريكان علي تسميته بالقرن الإفريقي الكبير وإنما يحدث ألان مع السودان هو جزءاً من الإستراتيجية الأمريكية للقارة الإفريقية وذلك للسيطرة علي موارد النفط والمياه وحماية أمن إسرائيل من خلال الضغط علي مصر بورقة المياه وكذلك لإقصاء النفوذ الصيني من السودان المحزن في الأمر إننا لم نسمع صوتا عربيًا واحداً في هذا الأمر وكأننا غير معنيين بما يحدث من مؤامرات للسودان العربي الإفريقي علي الرغم من حضور عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية هذا الاجتماع وسوف نظل نؤمن بنظرية المؤامرة حتي يثبت العكس وعلي المتضرر اللجوء إلي مجلس الأمن ونقول انه كلما كثرت المؤتمرات كثرت المؤامرات .
|