الجمعة


نحن أبناء الأمة العربية من كل الشرفاء و المخلصين علينا أن نتعا طي مع ما يجري من أحداث علي الأراضي الفلسطينية علي أرضية من المصالح والأهداف الوطنية والقومية وليس من منطلق فتح وحماس الذي إن تم سوف يعززمن قدرة إسرائيل علي تنفيذ مخططاتها وأهدافها في فرض شروطها ولقد كشفت الأحداث الأخيرة في قطاع غزة النقاب عن عملاء من السلطة الفلسطينية من اجل القضاء علي الحركة الإسلامية حماس وذلك لهدف اكبر واسمي من الهدف المعلن وهوا لتخطيط للقضاء علي حركات المقاومة العربية والتي تقف ضد الأطماع الصهيونية الأمبريالية ولكن هذا لايعني بان نلقي بالمسئؤلية كلها علي هذا المشروع وحتي لايتهمنا البعض بأننا نعول دائما علي نظرية المؤامرة ونعيش في هذا الوهم فهناك أيضا مسؤولية تقع في المقام الأول علينا نحن العرب في تنفيذ بعض جوانب هذا المخطط بل وتقديم المساعدة والدعم لتمرير أجندات عدائية علي حساب مصالحنا وأمننا القومي ربما خضوعا أو إمعانا في التملق للوصول إلي أهداف شخصية إلي هذا الحد تتم شخصنه الأمور القومية لخدمة مصالح امبريالية والأمر الثاني في هذا الشأن هو الاطرف الفلسطينية نفسها وان ما وصل إليه هذا الاقتتال بينهم إلي هذا الحد من الدموية هو مؤشر خطير علي أن القضية الفلسطينية وهي قضية كل العرب تمر بمرحلة خطيرة من مراحل التصفية والقضاء علي ما تبقي منها وان مايجري اليوم بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة يعطي الفرصة للشارع العربي بان يفقد تعاطفه مع قضيتهم وان لب القضية هو في تعاطف الجماهير العربية وليس علي النخب السياسية لقد مرت القضية الفلسطينية بمنعطفات تاريخية كبيرة وتحمل الشعب الفلسطيني علي مر التاريخ العربي المعاصر ما لم يتحملة شعب آخر هذا الشعب قاسي وعاني الكثير وما زال يعاني حتي اليوم أي منذ مؤامرة التقسيم مرورا بالوعد البريطاني عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود علي ارض فلسطين هذا النبت الشيطاني الذي تم غرسه في هذه الأرض الطاهرة إلا أن اخطر مايمر به الوضع ألفلسطينيي مرحلة الاقتتال الداخلي والأخوي وان نتائج هذا الاقتتال ستكون وخيمة علي الجميع والخاسر الحقيقي هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولكن اخطر هذه النتائج علي اقتتال الإخوة الفلسطنين هو إعطاء الفرصة للعدو الإسرائيلي بان ينجح في زرع بذور الفتنة بين مكونات الشعب الفلسطيني الواحد والذي فشل في فرضه علي مدار عقود من الزمن .ولذا علينا نحن العرب بان لا ننظر علي الأمر علي أساس فتح او حماس وان نقف بجانب فريق لحساب آخر ولا تكفي إدانة هذا أو ذاك أو إلقاء المسؤولية علي فتح أو حماس ويجب علي كل الإطراف وكل الفصائل بالتوقف عن أحاديث التخوين والتكفير ولكن ما يعمق الفرقة بين الإخوة هو التمادي في خدمة المشروع الصهيو أمريكي من أمراء الحرب وأصحاب الفنادق وتجار السلاح و المتخاذلين والعملاء من أبناء السلطة وان ما حدث من رئيس السلطة محمود عباس ميرزا من خطوات اتخذها عقب الأحداث الأخيرة التي وقعت بين فتح وحماس من إقالة الحكومة وتشكيل حكومة طوارئ بالمخالفة للدستور الفلسطيني ووقف رواتب العاملين في غزة وإغلاق المعابر مع الحدود المصرية إمعانا في إحداث تمرد علي فصائل المقاومة كانت متسرعة وغير محسوبة وكنت لا أود أن أخوض في إدانة طرف من الأطراف حتي لا اتهم بعدم الموضوعية أو بالتحيز لفصيل لحساب فصيل آخر ولم أبرئ فصيل عن مسؤوليته فيما حدث وكنت دائما افترض حسن النوايا فيما نشاهده ولكن مع إيماني الشديد بوجود مؤامرة علي القضية إلي أن هالني وأفزعني ما صرح به رئيس دولة رام الله محمود عباس في حديث لتليفزيون ايطاليا باتهامه حركة حماس بأنها تسمح بمرور أعضاء تنظيم القاعدة إلي غزة وبذلك يكون عباس ينفذ ما كنت أظن انه مؤامرة وبتصريحه هذا يكون قد حشد العداء ضد شركاء في القضية وفصيل هام من فصائل المقاومة التي كانت لها الفضل في تحقيق بعض المكاسب للقضية وأراد غلق جميع أبواب الحوار تهرباً من حدوث تقارب بينه وبين الحركة الإسلامية و التي كانت تنادي بواد نيران الفتنة التي كنا نتحدث عنها وبذلك يكون قد أعطي الضوء الأخضر في تنفيذ الجزء الثاني من الجريمة التي يشارك فيها وهي إشارة البدء بتنفيذ القضاء علي كل الحركات الإسلامية المقاومة في أمتنا العربية بإعتبارها كما أطلقوا عليها إرهابا وبذلك يرفع الحرج عن بعض الدول العربية التي تحافظ علي توازنها من حركة حماس و تتوقف عن هذا الدعم خشية إتهامها بمساندة الإرهاب ولن نكون حسني النية هذه المرة ما لم يتراجع عباس عن تصريحاته العدائية ضد حركة المقاومة أو حكومة حماسوبهذا التصريح أراد إن يقدم عباس خدمة عظيمة لهؤلاء الأفاقين والمخمورين والمهووسين ضد كل ما هو إسلامي وعربي من أجل سلطة ناقصة وسيادة منزوعة أو تنفيذ ايدولوجية وأجندة صهيونية استعمارية إمبريالية يكون رئيس ما يسمي بالسلطة هو احد أطرافها من اجل الاستقواء بهؤلاء العنصريين كما أن هذا التصريح يأتي متناغما مع ما نسمعه اليوم من حالة الهذيان التي يثيرها الأرعن الصغير بوش وإدارتة المتصهينة وخليفة الدوبلير البريطاني براون والرئيس الفرنسي المتصهين ساركوزي من الخطر الذي يتهددهم من التنظيم الإرهابي ( القاعدة ) وأكاذيبهم وخداعهم من الترويج لذلك من أجل القضاء علي المقاومة العراقية الباسلة والتي حققت ما لم يتوقعه الأمريكان وإظهار ما يحدث علي ارض الرافدين من المقاومة باعتباره إرهابا من القاعدة وهذا هو بيت القصيد . كما جدد رئيس سلطة رام الله"محمود عباس" مطالبته بنشر قوات دولية في قطاع غزة رغم رفض حركة حماس القاطع لنشر هذه القوات التي اعتبرتها قوات احتلالوزعم عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي في رام الله أن "الهدف من تلك القوات هو تأمين وصول المساعدات الإنسانية والسماح للمواطنين بدخول ومغادرة القطاع بحرية متجاهلا بان سلطته هي التي تحاول إثارة المشاعر ضد حماسونفت حماس بشدة تلك الإدعاءات وقال المتحدث بإسمها وشدّد على أنه "لا توجد علاقة بين حماس والقاعدة معتبرًا أن عباس يحاول خداع الرأي العام العالمي ليحصل على تأييد لمطلبه بنشر قوات دولية في غزةوكان "عباس" قد دعا الرئيس الفرنسي ساركوزي خلال زيارة لباريس الشهر الماضي إلى نشر قوة دولية في غزة ولكن بذريعة مختلفة وهي ضمان إجراء انتخابات حرة هناك على حد قولهورفضت حماس مرارًا أي نشر لقوات أجنبية في القطاع وتوعد جناحها المسلح "كتائب عز الدين القسام بمهاجمة أية قوات دولية واعتبارها قوة احتلال جدير بالذكر أن حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة الشهر الماضي كانت محل انتقاد من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة " أيمن الظواهري " الذي اتهمها بالسعي إلي السلطة وترك المقاومة وطالبها بالعودة ثانية إلي صفوف المقاومة فمن المعروف أن هناك اختلافات ايدولوجية كثيرة بين فكر القاعدة وفكر الحركة الإسلامية حماس لايلتقيان إلا في هدف واحد هو المشروع الأمريكي ولكن لكل منهما منظور مختلف ويبقي السؤال وهو كيف يأتي هذا الكلام علي لسان عباس ولم نسمعه علي لسان بني صهيون ؟ ولذا نقول بان ماجاء علي لسان عباس سوف يأتي بنتائج عكسية لما يراد تحقيقه بإذن الله وتكسب حركة المقاومة تعاطفا شعبيا وجماهيريا في الشارع العربي ولذا سوف نقول اليوم نعم لحماس ولا لعباس.