الجمعة


في الوقت الذي تتهيأ الدنيا بنورها لاستقبال ذكري طيبة علي النفس ألا وهي ذكري هجرة رسولنا الكريم رسول الإنسانية جمعاء والدعوة المهتداه سيدي أبو القاسم محمد ابن عبد الله عليه الصلاة وافضل السلام وفي هذا اليوم تشرق الدنيا بنورها في رحاب ذكري هجرة المصطفي عليه الصلاة والسلام في وقت تعاني فيه البشرية أشد الألأم من تدنيس المقدسات وخرق لكل قوانين الأرض وتحد لكل الشرائع السماوية ممن يحترفون العدوان ونرجو من الله أن يشهد العام الهجري الجديد فتحاً علي العرب والمسلمين وبزوغ فجر ونصر جديد ففي هذه الأثناء التي كنا نتمني من حكامنا أن تستهدي خطاها في خطي الحبيب وتستلهم العبر نجدها أعدت عدتها وزينتها وأستلهمت همتها في إستقبال الرئيس الأمريكي بوش فرعون العصر ونمرود هذا الزمان والذي تسبب في قتل أكثر من مليون والنصف من الشعب العراقي وهجر الملايين بحجة تطبيق قرارات الشرعية الدولية هذا الرئيس العدو الأكبر للاستقرار والعدالة في العالم هذا الرئيس الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء في العالم الإسلامي من المؤسف أن يعانق هؤلاء الحكام الذي ينزل عليهم هذا الشيطان بوش ضيفا كريما كما يقولون دون إعتبار لشعوبهم الرافضة لهذا الضيف الثقيل من المؤسف أيضا أن يعانق حكامنا هذا المخمور وإستقباله بكلمات الإطراء والمديح وهو قاتل الأطفال في العراق وغزة ولبنان والصومال والسودان وأفغانستان . ألم يحن الوقت بعد الذي بات فيه حكامنا يدركون أن هذا الفاشل الأكبر في رئاسته لأعظم قوة في العالم أصبح عاجزاً سلفا عن تحقيق شئ مما يدعو اليه يقولون كذبا وبهتانا بانه قادم لانعاش خطة السلام أي سلام هذا الذي يسعي اليه رئيس مجرمي الحرب وهو في اليوم الأول لزيارته لامتنا العربية يضرب العراق بل بقعه صغيرة من ارض العراق تسمي بعرب جبور بأطنان من القنابل المحرمة دوليا بحجة محارب المتمردين والإرهابيين وقتل وسفك دماء مئات من الأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال أي سلام هذا الذي نردده نحن من ورائه آلم يتسبب هذا المجرم في بحور من الدم الطاهر لابنائنا في العراق وفلسطين وأفغانستان فهل نسينا ما سببه من قتل وإبادة بين الأمنيين الأبرياء وخراب ودمار وقتال بين أبناء الشعب. يبدو أن الرئيس الأمريكي لم يتعلم من دروس الماضي والخاصة بتصريحاته الغير مسئولة والتي تحمل في طياتها حقد دفين وعنصرية واضحة وما يكنه في أعماق نفسه من هواجس تجاه عالمنا العربي والإسلامي بالإضافة إلى سوء اختيار التوقيت لهذه التصريحات وهي طبيعته ، وكثيراً ما كانت تعالج الإدارة الأمريكية والدوائر المحيطة بها ما يترتب عليها من تبعات كما حدث عند التحضير لغزو بلاد الرافدين بإعلانه أن هذه الحرب حرباً صليبية هكذا قال وهى حقيقة ما يدور بخلده وإستراتيجيته منذ تولى مهام الرئاسة وكذلك في تصريح آخر معلناً بكل صلف وغرور من فوق أحد أكبر القطع البحرية الأمريكية إنتهاء الحرب في حين أن الحرب لم تكن قد وضعت أوزارها بعد وأن هناك طرف آخر للمعركة لم يقل كلمته بعد ( المقاومة العراقية ) كانت فقط إستراحة محارب لبدأ جولة جديدة والمنتصر هو من يقول كلمته فى النهاية وغيرها من التصريحات الخائبة عن إستراتيجيات وخطط أمنية لكسب رهان الإنتصار في العراق وخلق الحجج وتلفيق الأحداث وإستبدال الأشخاص . وفى زحمة التصريحات البوشية المنهمرة قد يلمح اقل متابع لها أن كثيراً منها يحمل في طياتها ضعفاً عاماً في تركيباتها اللغوية وإنتقاء المعانى على الرغم من الإعداد المسبق لها . وقدرات محدودة في فن التعامل المباشر مع الشخصيات العامة والصحفية من حيث المناورة والفهم ومن نوادره أنه كان فى إستضافة ملكة بريطانيا على عربة تجرها الخيول وصدرت رائحة من الخيول فتبسمت الملكة قائلة قد تحدث أمور خارجة عن سيطرة الملكة فرد فى جدية عجيبة وبلاهة بالغة كنت سأظلم الخيول !!! والقصص عديدة واكثر من أن تحصى . ومازال هذا الرئيس يهذو بغبائه المعهود وصمتنا المألوف بأرتكب خطيئة كبري بإلغائه وبكل غطرسة وصلف فرعون دور الأمم المتحدة في حل الصراع العربي الإسرائيلي وقال يجب وضع المنظمة جانباً هو يعلم أن من أفشل المنظمة هي الولايات المتحدة وإسرائيل لانهما تستخدمانها وقراراتها لخدمة أهدافهما الشيطانية وتضعان قراراتها جانبا اذا كانت تتعارض مع أطماعهما العدوانية والتوسعية فهو يلجا إلى الأمم المتحدة لإضفاء الشرعية علي حروبه وتبرير قتل الملايين من الأبرياء كل يوم و كما صرح سابقاً إمعانا في إظهار إعجابه بالتجربة الديمقراطية الإسرائيلية متمنياً أن تتحقق في العراق وهو من عينة التصريحات البوشية العنصرية . أن الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية لما لنا من تجربة وتاريخ من الصراع الطويل مع الدولة الصهيونية فنحن أعلم بديمقراطيتها وأفاعيلها من عينة ديمقراطية الإستعمار والحصار والتجويع وقتل الأجنة في الأرحام وخلق الفتن وشراء الذمم وقد أكدت إحدي المنظمات الأممية والمعنية بحقوق الإنسان علي قيام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي وذكرت المنظمة في تقرير لها عن قيامها باغتيال "4829 " فلسطينيا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية وأن من بين شهداء إنتفاضة الأقصى "925" طفلا و"297" امرأة و"360" من قوي الأمن و"523" استشهدوا علي حواجز الإحتلال العسكرية وإن "67" فلسطينياً استشهدوا علي أيدي المستوطنين وإن من بين الشهداء عشرات الصحفيين والأجانب وفرق التضامن الدولية والعشرات من الكوادر الطبية أما عدد المصابين فحدث ولا حرج وأن التصعيد ما زال متواصلاً وعمليات الإغتيالات والقصف للضفة وغزة مستمر والحصار مستمر وبناء الجدار العازل مستمر وبناء المستوطنات ومن صابرا وشاتيلا ودير ياسين وجنوب لبنان وبنت جبيل وجنين ومجزرة بيت حانون والتي راح ضحيتها "20" شهيدا و"45" جريحاً أغلبهم من النساء والأطفال ، وبمقارنة بسيطة للتجربة الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية نجدها تتكرر بصورة مستنسخة على الأراضي العراقية بأيادي أمريكية فأى ديمقراطية تريد أن تصبح عليها العراق وأي نموذج يريد أن يطبقه بوش في العراق بل أي مستقبل لمثل هذه الديمقراطية إذا كان هو نفسه غارقاً في وحل العراق الدموي أي عراق هذا الذي يفتقد شرعية الإستقلال والسيادة الوطنية أي عراق هذا الذي تفتقد مؤسساته أبسط قواعد الشرعية من برلماناً وحكومة وأمن وجيش ، أي عراق هذا الذي يجري تقطيع اوصالة و أوصرة الديموغرافية وتقسيمه شمالاً وجنوباً ووسطاً شيعة وسنة وأكراد وغيره أي عراق هذا الذي غابت فيه الدولة وحكومة وأمن وصم بالخيانة والعمالة يحتمون خلف الجدران الأسمنتية أي عراق هذا الذي يتمزق أهله من القتل والإقتتال الطائفي والعنصري أي عراق هذا والملايين من أبنائه تركوا منازلهم وديارهم وقراهم لا وهاجروا وتهجروا للخارج والداخل بفضل حكماء ومراجع القتل الذي يجري علي قدم وساق أي عراق هذا الذي تعربد فيه أبشع وأقذر أجهزة المخابرات في العالم أي عراق هذا الذي يريده هذا الأفاق وقواته شيدت أكثر من ألف سجن و معتقل وأصبح العراق سجناً كبيراً علي أبنائه أي عراق هذا الذي أصبحت أرضه اكبر مقبرة جماعية عرفها تاريخ البشرية في العصر الحديث أي عراق هذا الذي تباع فيه وتنهب ثرواته وأثارة وحضارته وتاريخه وأمجادة علي أرصفة وحواري أمريكا وإسرائيل أي عراق هذا و بوادر هذه الديمقراطية بفضل عملائه ومرتزقته قد بدأت تظهر وتلوح وما تكشف من فضائح وما لم يتكشف منها بعد يدل على ذلك إن هذا هو مخططه الحقيقي وإلى الجحيم وعوده بمستقبل ديمقراطي زاهر للعراق ومن الإرهاب العسكري إلي الإرهاب الفكري والمعنوي يأتي هذا الأفاق المخادع يبشرنا بديمقراطية إسرائيل هذا التضليل الزائف المشبوة الذي ترسم معالمه الصهيونية العالمية المتحكمة في إعلامه وإقتصاده وسياساته . ومدلول هذه الزيارة الأخيرة واضح وما هو إلا رسالة يريد إرسالها بوش إلى العالم وهو أن الدولة اليهودية نموذجا وقمة للديمقراطية ومثال يحتذي بها والهدف من وراء ذلك تجهيز المسرح الأممي والدولي وشرعنة للدور الفعال والأجرامى الذي ستقوم به إسرائيل في القريب سواء على الساحة اللبنانية أو السورية أو الفلسطينية أو حتى الإيرانية ومن ليس مع إسرائيل فهو ضدي وتكميم وخنق لأى صوت قد يخرج ويتهم إسرائيل بإرتكاب الجرائم أو أي هدر لحقوق الإنسان فهي دولة وصلت لقمة وذروة الديمقراطية والتي يجب أن تسير كل دول العالم على درب ديمقراطيتها فبئس البشرى وبئس النذير.