
أرتبط التأمرالإستعماري علي الأمة العربية بالتواطؤ مع الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل ولقد تعرض الوطن العربي في إطار تنفيذ الإتفاق والتوافق الإستعماري الصهيوني الي مؤامرتين كبيرتين رئيستين ترتب عليهما لاحقا عدد من المؤامرات هذه المؤامرتان هما معاهدة سايكس - بيكو والتي تم بموجبها تقسيم الوطن العربي وتوزيعه بين الدول الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية بديلا عن الوحدة العربية التي تجمع الأمة في كيان واحد وإسهاما من بريطانيا في تكريس التجزئه والتفكك عملت علي إنشاء الجامعة العربية ،المؤامرة الثانية هو إنشاء وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين بمقتضاه أعطت بريطانيا حقا لليهود في العالم بالعيش علي أرض مغتصبة تلبية لنداء العودة الي أرض الميعاد وها اليوم الخامس عشر من مايو 2008 تكون قد أكتملت ستون عاما من إحتلال أرض عربية هي جزء لايتجزأ من أمتنا والتي قامت علي أنقاضها دولة إسرائيل ومازالت حتي هذا التاريخ تقيمها علي أنقاض وأجساد ودماء الامة ولا أري سببا واحداً يدعونا للأهتمام الكبير بهذه الذكري فما الذي أختلف عن الذكري الأربعين او الخمسين اوالتسعه وخمسين فما هو الذي تغير فينا نحن العرب فالأمر بالنسبة لنا لم يتغير ففي كل عام في هذا التاريخ تخرج علينا اللطميات والبكائيات علي الفضائيات ويعدي اليوم وتستمر النكبات علينا والنكبة بتجري ورا النكبة عايزة تطولها وإسرائيل ومن خلفها راعية الصهيونية العالمية أمريكا مازالت تعربد في عموم عالمنا العربي ومازال أخوة العروبة يزحفون ويهرولون علي مقاعدهم المتحركة طلبا للرضا السامي للسيد الأمريكي والصهيوني المهزوم بوش الذي يهل علينا كرياح السموم ضيفا ثقيلا وغير مرحب به علي أمتنا العربية لحضور الإحتفالية الضخمة التي تقيمها إسرائيل بحضور نحو 60 من زعماء العالم وكنا نتمني أن لا يستقبل هذا القاتل علي ترابنا العربي وفي هذا التوقيت ليضئ شموع النصربينما نحن نرفع رايات الهزيمة والإنكسار وكيف نقبل حضوره باعتباره ضيفا عزيزاً علينا وهو لم ياتي أصلا للزيارة طلبا لصداقه اوشراكة اوسلام منشود معنا بل أنه جاء منتشياً منتصراً كما يظن ممارساً مزيداً من الإزلال والهيمنة علي أصحاب الفخامة والجلالة او ربما يترك لهم وصيته الأخيرة وإمهالهم ستون عاما أخري حتي يوفي بوعده وأقامة دولة فلسطينية أقول لكم ايها العرب أن أمريكا وأسرائيل لن ترضي عنكم ابداً والدليل علي ذلك تلك المجازروالمحارق التي يرتكبها جنوده في العراق وأفغانستان بحق الرضع والشيوخ والأمهات والمساجد بإوامر منه شخصيا أنه عدو للمسلمين و الأسلام وجنوده في العراق يتخذون من القرآن والمصحف أداة للرماية أنه عنصري قاتل يديه ملطخه بدماء الأبرياء أنه راعي الأرهاب الأول في العالم، لم تكن النكبة قبل ستين عاماً ولكن النكبة فيما نعيش فيه اليوم من نكبات نشاهدها اليوم بأم العين من إستقبالنا لهذا المجرم الذي أرتكب بحق البشرية جرائم يندي لها الجبين في حق أبناء الشعب العربي والإسلامي وام الكوارث ما يحدث لاخوتنا وأشقائنا في العراق علي أيدي القتلة والمجرمين فهل ننتظر ستين عاما أخري حتي نحتفل بذكري نكبة العراق وبعدها نكبة لبنان والصومال والسودان أليس في أستقبالنا لهذا القاتل هو في حد ذاته نكبة عندما نتراقص بسيوفنا العربية مع هذا الكاذب اليست هي نكبة عندما ناتي بحرائرنا لكي تتراقص وتتمايل في حضرة مقامه الشيطاني اليست هي نكبة اليس في إستقبالنا لهذا الغازي المحتل لبلد عربي منذ أكثر من خمسة أعوام وأغتيال الرئيس الشرعي للبلاد علي رؤؤس الأشهاد نكبة و ما هو الأنجاز العظيم الذي تحقق في شكل الصراع العربي الإسرائيلى منذ هذه النكبة اللهم إلا مزيدا من الإنتكاسات والهيمنة وإعادة الترتيبات في المنطقة العربية والعالم الاسلامى والتي تضعها الولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد بعد تفكك أو تفكيك الاتحاد السوفيتي والتي تسعى عن طريق تلك الترتيبات أن يبقي الكيان الصهيوني الأقوى في منطقة الشرق الأوسط لتكوين دولة إسرائيل الكبرى ولذلك تسعى لان يظل التوازن لصالح وبيد الدولة العبرية وتحت شعار السلام والخيارالأمريكي الأستراتيجي قدم حكامنا العرب ومازالوا يقدمون التنازل تلو الآخر عن طريق الشراكة والصداقة وتوقيع المعاهدات والأتفاقيات السرطانية والتي ساعدت على اختراق مجتمعنا والتوغل الفكري والثقافي والامنى بمفاهيم استهلاكية وتدميريه من خلال فتح باب التطبيع السياسي والاقتصادي والزراعي والتعليمي على مصراعيه إضافة إلى الأخطر من ذلك في هذه القضية وهو ممارسة الضغوط على أبناء الشعب الفلسطيني من أصحاب القضية بفرض الحصار المالي والاقتصادي عليهم من جهه ومن جهة ثانية بالضغط عليهم من أجل وقف ثقافة وفكرالمقاومة التي هي السلاح الوحيد المتبقي في مواجهة الغطرسة الصهيونية لقد أصبحت التحولات في الواقع العربي اليوم عميقة بسبب إتساع حجم وقوة الضغوط العدوانية للهيمنة الإمبريالية و الصهيوامريكية والتي تحاول بناء مشروع إستعماري جديد تحت مسميات جديدة وتهدف منها إلي إعادة تشكيل كل مقومات النهوض القومي العربي لحساب مشروع شرق أوسطي جديد يحمل عناوين مختلفة ومنها دعم المفاهيم الليبرالية الحديثة في بلادنا العربية بالمفاهيم الأمريكية وكذلك تشجيع سياسة التطبيع والتطبع بين الشعوب العربية وإسرائيل وتوقيع الإتفاقيات وغيرها ومثال ذلك ماتقدم به العرب من مبادرات للاعتراف بإسرائيل في مؤتمري بيروت والرياض وانا بوليس على الرغم من رفض إسرائيل هذه المبادرات اوحتي تفعيلها كما أراد لها حكامنا العرب ويأتى ذلك من منطلق حالة الضعف والإنهزامية التي تعلمها إسرائيل عن الوضع العربي الراهن لقد إنتقل النظام العربي القومي بعد التطبيع مع إسرائيل من أرضية التحرير وثقافة المقاومة إلي أرضية التبعية والتعايش السلمي والتناغم الأمني ولم تعد القضايا العربية والقومية وقضايا التحرر من تسلط القوي الأستعمارية بصورها الجديدة تمثل صراعا وقدراً مصيريًا مما أدي إلي فقدان الأنظمة العربية لوعيها العربي وعمقها التاريخى سواءًا علي الصعيد السياسي الداخلي اوالخارجي وفي ضوء هذه المستجدات والمتغيرات وجد المشروع الصهيوامريكى فرصته للتمدد والهيمنة علي بلداننا العربية والإسلامية بالإحتلال المباشر عن طريق الغزو العسكري كما في العراق والصومال والسودان ولبنان و أفغانستان والأحتلال الغير مباشر باقامة القواعد العسكرية الأمريكية الجاثمة على أرض الجزيرة العربية ودويلات الخليج النفطية وخاصة بعد فقدان المؤسسة الدولية والمتمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحياد الكامل للقضايا العربية لصالح المشروع الصهيوني وذلك بحجة محاربة الإرهاب والتعاون الاستراتيجي والعسكري وذلك من اجل تكريس التبعية والتخلف وإعادة التكيف بصورة مطلقة تضمن للدولة الصهيونية تاسيساً لدورها الوظيفي والاستراتيجي بما يتوافق مع مستجدات المصالح الأمريكية في زمن الأمركة بحيث تكون إسرائيل هي الدولة المركزية والإقليمية والفاعلة في المنطقة وتتبعها مجموعة الدول العربية المستأنسة والمستسلمه والمعتدلة عسكريًا وسياسيًا وثقافيًا مسلوبة الإرادة بما يضمن ويسهل عليها عملية الاندماج والتكيف الاسرائيلى العربي تمهيدًا للقضاء علي منظومة الأمن القومي العربي مما يمكنها من السيطرة والقضاء علي الشعب الفلسطيني كما يحدث ألان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل وإغتيالات وتصفيات لكل ماهو مقاوم وتدمير لم يسلم منه شجرأوحجر . وكذلك مايحدث في الشتات من قتل وتهجير وتشريد كما في العراق ولبنان وهدم الاقصي بإفتعال الحفريات أسفله من اجل البحث عن الهيكل المزعوم وتهويد القدس ومحو هويتها العربية والأسلامية لإتخاذها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل ألكبري وإثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد من خلال دعم الأطراف العميلة والتي يتم تطويعها وتشكيلها لخدمة مصالحهم . نقول لهولاء الساسة ومثقفي " التطبيع والتطبيل " ماذا فعلتم اليوم ونحن نعيش كل يوم نكبة وهزيمة لأمتنا العربية فالوضع الراهن الذي تعيشه امتنا جد خطير وما كان له أن يتحقق ما لم تكن هناك عوامل للتفكك والانهزامية والتبعية التي لحقت بنا بعد ملحمة إنتصار أكتوبر وما وصلنا اليه من انتصار بالحرب تحول إلي إنكسار بالسلام إنتهاءاً بسقوط بغداد وتدمير عاصمة الخلافة الأسلامية البوابة الشرقية لامتنا العربية والعبث بأمن لبنان من أجل القضاء علي روح المقاومة ومنها الى الأنطلاقة ألكبري لتدشين مشاريعهم الاستعمارية بإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط. إن تفاقم الروح الأنهزامية إلي أقصي درجاتها وخاصة بعد التهليل لاتفاقيات الصداقة والشراكة والتعاون المشترك والخيار الأمريكي الإستراتيجي الذي صدعوا به رؤوسنا لدرجة إننا أصبحنا نكره الخيار وأكل الخيار ، لقد حولوا أنظمتنا العربية الي حلبة كبيرة للصراع فيما بينهم من ناحية ومن ناحية أخري إلي صراعات بين ايدولوجيات واستراتيجيات غربية وتحولت الأنظمة و الحكومات إلي أدوات للقوي المعادية فيما أصبح ماتبقي منها عاجزًا عن المواجهة وروح المبادرة والإرتهان للتبعية بكل ألوانها وأشكالها وفي ظل هذا الأرتداد العربي تتجلي هيمنة هذا المشروع الصهيوامريكي بصورة غير مسبوقة لم تستطع تحقيقها في الحروب السابقة ولكن عبر محاولات الإقتسام والإنحراف بالصراعات الداخلية إلي حد الأقتتال الداخلي بين الشعب الواحد وخلق عوامل الفرقة والعداء بين أبناء الأمة. إن الأمن القومي العربي يظل عرضة للتهديدات الصهيوامريكية ومن هنا تتجلي عظمة قدراته ومسئولياته التي من المفترض أن تكون علي مستوى الأحداث والتحديات والتهديدات التي تحيط بأمن منطقتنا العربية وعليه فان المعنيين بهذا الشأن مطالبون باستنهاض الأمة وروح المقاومة لان صوت المقاومة وروحها هي مصدر القوة الكامن بداخلنا وينتظر لحظة الانطلاق ومع ذلك مازال مثقفى الفضائيات المتجولة وصحافة البيزنس الممولة من " إعلام المارينز" من رجال المرحلة يزايدون ويتاجرون بتاريخ وأحداث ورموز صنعت للتاريخ أمجاد من أجل تكريس ثقافة وفكرالإستسلام الداعي إلي التعايش السلمي ونبذ العنف " المقاومة " فأي نكبة يتحدث عنها هؤلاء !!؟.
|
>>>>>>>>>>>>>>