شخصية الزعيم الليبي الأخ العقيد معمر القذافي هي دائما مثيرة للجدل وغالبا ماتكون مواقفه الشخصية وأرائه بشأن قضايا الأمة لها فلسفة خاصة وأحيانا ما تتباين مواقفه السياسية المحيرة مع إتجاهاته القومية والأفريقية إلا أن شخصية الأخ العقيد لها كاريزما خاصة في الشارع العربي من حيث المواقف التي يطلقها بين الحين والآخر وخاصة التي ننتظرها منه في القمم العربية التي يحضرها ، ولكن الأمر الذي لا نختلف عليه هو أن الرئيس الليبي مازالت تجري في عروقه دماء القومية العربية التي نما وتربي عليها والتي أصبحت دربا من دروب الماضي والتي تجلت أخيراً في موقفه من دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي اليهودي المجري المنشأ والذي لم يخفي أن له أقارب في فلسطين المحتلّة و حرص على أن يزورهم عندما زار "إسرائيل"في تأسيس إتحاد ما أسماه إتحاد من أجل المتوسط والذي دعا اليه دول حوض البحر المتوسط شمالاً وجنوباً ويهدف الي إقامة مشاريع إقليمية ولا يكون نسخة من الإتحاد الأوربي ويصبح منافساًَ لبروكسل عاصمة الإتحاد الأوربي ويكون منفصلا إنفصالا تامًا عن مسار عملية برشلونة المتوقف عمليا وبغض النظر عن هدف وجدوي هذه الدعوة الساركوزية فقد أحسن صنعا وعملا الأخ العقيد معمر القذافي عندما دعا الي قمة مصغرة عقدت في الأسبوع الماضي في العاصمة الليبيية حضرتها الدول العربية المعنية بهذا الإتحاد والتشاور في جدوي هذا المشروع ، وإن كانت هذه القمة التشاورية أختتمت أعمالها دون صدور بيان عن نتائجها وقراراتها إلا أن ما عبر عنه الرئيس الليبي هو ما كان يجول بخاطر الشارع العربي من عدم إرتياحه لهذه الدعوة فقد حذر القذافي من خطورة المشروع المتوسطي علي العرب والأفارقة مهما كانت مغرياته الأقتصادية ودعا الي ضرورة التمسك بالجامعة العربية علي أن يتم التعاون الأوربي من خلالها والتي لم نسمع كالعادة للجامعة آي صوت او خبر تعليقا علي هذا المشروع الشرق أوسطي الصهيوني الجديد النسخة الفرنسية من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دعت اليه فاتنة العرب كونداليزا ، لقد أدرك العقيد القذافي بحسه القومي والعربي الذي مازال يحتفظ ببعض من جيناته الوراثية في دمه العربي بان المشروع المتوسطي هدفه الأساسي والذي يقصد من ورائه ساركوزي أن يكون مدخلا او بوابه تعبر من خلاله إسرائيل الي نخاع الجسد العربي بعد فشل أو توقف أو تأخر مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دعا اليه الرئيس الأمريكي بوش لفرض الدولة العبرية والصهيونية علي المنطقة العربية وقيادتها ولقد وضحت نية زعماء بني صهيون والتي أستبقت العرض الساركوزي بفتح مشروع تسوية مع سوريا حتي تجني من وراء ذلك إنضاج فكرة الإتحاد من أجل المتوسط والذي يكرس للكيان الصهيوني إنضماما رسميا للمؤسسة العربية والتغلغل فيها من خلال عضوية الدولة العبرية في الأتحاد بصفتها من الدول المشاركة فيه ولذا نقول للمشتاقين والمروجين لمثل هذه المشاريع المشبوهه كفاكم ما أوصلتمونا اليه من تبعية لمشاريع إستعمارية إمبريالية !! ولماذا نهلل ونجري وراء كل ما هو مهين لنا ؟ ولماذا نهرول وراء كل ما يدعو اليه الإستعمارالأجنبي العائد لنا بصوره الجديده؟ آلم تكفينا مؤامراتهم ومشاريعهم الإستعمارية التي عانينا منها في الماضي؟ آلم نستفيد من هذه الدروس؟ نحن لا ندعو الي الإنعزال اوالتخندق عن العالم ولكن يجب أن نحافظ علي أمننا القومي العربي وأن يكون إنفتاحنا عن العالم بشرف وكرامة ، وبخاصة بعد أن ظهرت لنا نوياهم الخبيثة في حربهم علي العروبة والإسلام ، لماذا نقبل بان يفكر لنا المستعمر او الأجنبي او الأمريكي او الفرنسي او الأوربي او الصهيوني ؟ ولماذا هم الذين يحددون مصير شعوبنا العربية ؟ ويفصلون لنا الإتحادات المؤامرات علي مقاسهم ألسنا دعاة حضارة وكنا في الماضي نتصدي لهذه المشاريع الإستعمارية ؟ أين الوعي العربي وأين الضمير العربي ؟ أين قوميتنا وأين هويتنا العربية و الإسلامية ؟ ولماذا لم نكن نحن أصحاب هذه الدعوة او المشروع ، هل تنقصنا إتحادات أو منظمات حتي نهرول وراء هذا الساركوزي اليهودي اليميني المتطرف ؟ ، وقبل كل شئ فلنذهب أولا الي بيتنا العربي جامعة الدول العربية التي قاربت علي غلق ابوابها في ظل زمن التردي العربي العربي وعلينا أولا تفعيل مبادي تأسيسها وميثاق دفاعها المشترك الذي لم يتم العمل به منذ ان تأسست الجامعة العربية ولو مرة واحدة في ظل إنتهاكات وإعتداءات صهيونية وأوروبية وأمريكية علينا و نحن نري ونشاهد ونسمع تفاصيل ذلك كل يوم و مازلنا نجري ونهرول وراء إتحاداتهم ودعواتهم ومؤامراتهم كما لو كنا مسلوبين الإرادة !!؟.... الشكر والتحية الي عميد الزعماء العرب الرئيس الليبي العقيد القذافي الذي أغرق ساركوزي في البحر المتوسط
|
