الجمعة



أن ما قامت به الإدارة الأمريكية هذه الأيام من إعتداء آثم علي الشقيقة سوريا هو إعتداء علي الأمة العربية كلها وأن إجتياز الحدود العراقية وقيامها بعملية إنزال عسكري في منطقة البوكمال عن طريق أربع مروحيات هجومية هو إعتداء علي السيادة السورية بل وعلي السيادة العربية وهي تعُد جريمة حرب قذرة بكل المقاييس مما أدي الي إستشهاد عدد من المواطنين السوريين الأمنين الذين يعيشون في هذه المنطقة التي تقطنها عدد من القبائل والتي ترتبط بامتداد عشائري مع قبائل العراق مثل قبيلة شمر، والجبور، والراوي، وهذا الأرتباط هو ما يجعل كل الأمة مستهدفة من قبل قوي البغي والغطرسة الإمبريالية والصهيونية وليس العراق هو المستهدف الوحيد وإنما الأمة العربية كلها في مرمي نيران الأعداء ، وأن هذه الجريمة النكراء والتي قامت بها قوي البغي والعدوان الأمريكي علي الشعب العربي السوري هي جريمة تضاف الي السجل الأسود لعصابة آل كابوني بوش وإدارته من اللوبي الصهيوني والي كم الجرائم التي ترتكبها بحق أهلنا كل يوم في العراق دون حسيب او رقيب فقد أصبحنا أمة مسُتباحه في ظل صمت وخضوع عربي اللهم سوي بيان هنا او هناك مُستنكراً علي إستحياء هذه الجريمة لكي يعلن عن براءة ذمة وراحة ضمير فقد أصبحنا أمة صامتة فاقدة للوعي ، وكل لحظة دماء تراق هنا او هناك علي الأراضي العربية مما دفع هذه الإدارة الحمقاء وقبل أن تبارح موقعها الي مزبلة التاريخ والتي تحركها نوازع شيطانية وعنصرية ضد كل ماهو عربي وإسلامي الي شن هذه الغارة علي القطر السوري وهي كالمصاب بحالة من السعار والأرتباك ودون الدخول في تفسير او مغزي توقيت هذا الهجوم علي سوريا او عن دوافع او نتائج هذه الجريمة الغير مبررة او عن ما صرح به الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ او الرقاص او الرقاع لا آدري او ماصرحت به قوات الإحتلال من أن هناك خلايا لتنظيم القاعدة مازالت تنشط في هذه المنطقة او أن هذا الهجوم جاء متزامنا مع رغبة بوش المجنونة في توقيعه إتفاقية آمنية مع حكومة العملاء قبل هروبه من العراق او قبل خروجه من البيت الأسود فكل هذه الأسباب هي ليست مقصدنا وإنما أردنا من خلال هذه الأحداث التي جرت في الشقيقة سوريا بان نستلهم الدروس والعبر ونحاول قراءة ما يدور في فكر الأعداء الجاثمين علي صدورنا في الأراضي العربية وهذا دائما كان ومحل نقدنا للموقف السوري علي الرغم من أن موقف القيادة السورية كان ومنذ الإحتلال الأمريكي للعراق إتسم بجملة من المواقف الإيجابية الداعمة للعراق وللشعب العراقي ومنها إحتواء أعداد كثيرة من أهل العراق الذين تركوا ديارهم للبحث عن ملاذ آمن وهروبا من بطش الإحتلال وعملائه ودعم المقاومة العراقية باي شكل كان إلا أن هذه المواقف سرعان ما تغيرت او تراجعت ونحن نعلم بان القيادة السورية ربما تكون قد تصرفت علي هذا النحو من منطلق المناورة و محاولة رفع الضغط الأمريكي عنها فحاولت القيام بدور يساعد علي تهدئة الأوضاع في العراق وضبط الحدود مقابل تخفيف هذا الضغط ولذا قامت سوريا بمحاولة إعطاء او إسباغ شرعية غير مستحقة للحكومة العميلة متجاهلة وجود إحتلال أمريكي فجاءت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الي العراق منذعامين في عجلة من أمرهم وقام بعقد مجموعة من اللقاءات مع المالكي والزيباري في المنطقة الخضراء لعلها تكون الفرصة المواتية لكي تجني ثمرة دورها الفعال في إستقرار الأوضاع في العراق مقابل رفع العزلة الدولية عنها ولكن تاتي الرياح دائما بما لا تشتهي السفن ، وأن الوضع في العراق لم يتغير بل زاد سوءاً علي ما كانت عليه وأشتدت وتيرة المقاومة التي أنهكت المحتل وعملائه وما زال نزيف الإحتلال يتدفق علي أرض الرافدين بغزارة ومازال الضغط علي سوريا كما هو لم يتغير علي الرغم من إقدام القيادة السورية علي تكرار الخطأ باقدامها علي عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق منذ أيام تقريبا مع تسميتها سفيرا لسوريا في العراق هو "نواف فارس" كل هذه الأخطاء التي وقعت فيها القبادة السورية ليست في صالح الشعب العراقي او سوريا بل هي تصب في صالح المحتل والحكومة العميلة ، لقد راهنت سوريا علي تغيير المواقف الأمريكية ولكن هذا الرهان هو رهان خاسر وخاطئ ودفع ثمنه الشعب السوري بدماء شهدائه الأبرار لان من يعرف طبيعة هؤلاء المجرمين وكيف يتعاملون معنا كعرب يعرف أن هذا الرهان خاسر هم لا يعرفون إلا صوت القوة في مقابل الضعفاء ولا يتراجعون عن أفكارهم العدوانية إلا بالتصدي والقوة والموت في سبيل الأرض والعرض فهم جبناء يكرهون الموت كحبنا للحياة ، لقد حاولت سوريا أن تلعب علي وتر العراق وهذا ليس مبررًا لهذه الجريمة القذرة بقدر أنه خطأ في التوقيت والمضمون وأن الأزمة السورية أعمق من ذلك وأن امريكا وإسرائيل لن تقبل سوريا حليفه لها لان القيادة السورية غير قادرة علي دفع الثمن لفتح حوار مع امريكا لان الثمن سوف يكلفها الكثير ، كل هذه المواقف هي أخطاء في حسابات سوريا وهي إسباغ الشرعية علي الإحتلال وعملائه في الوقت الذي أقترب هذا العدو لترك العراق والهروب منه ولذا نحن نحُمل كل الأنظمة العربية التي تحاول أن تمد يدها للمحتل الأمريكي عن طريق تبادل سفراء او إقامة اي تمثيل سياسي تحت اي مسمي مع حكومة الإحتلال مسئولية تكريس وشرعنة الإحتلال ونقول لهم رفقا بالعراق وشعب العراق وكفي ما قدمتوه لاعداء الأمة لتدمير العراق فاذا لم تساهموا في مقاومة المحتلين وتحرير العراق فالصمت يكون خيرا لكم ، ولهذا نقول للقيادة السورية وكل الأنظمة العربية الأمتناع عن شرعنة الإحتلال بعودة العلاقات الدبلوماسية مع العراق المحتل وترك حكومة الإحتلال تواجه مصيرها المحتوم و في حالة إنكشاف ورعب ومنع الإحتلال من المراوغة والمناورة وهو يواجه أصعب ايامه ويقترب من الإنهيار وفشل مشاريعه الإستعمارية الجديدة للشرق الأوسط والذي تحطم علي صخرة أبناء المقاومة العراقية الباسلة ، وعلي الشقيقة سوريا مراجعة مواقفها حيال دعمها للمقاومة وتخفيف الوضع علي منطقة الحدود ورفض التواجد الأمريكي علي أرض الرافدين علنا ً بما لا يؤدي الي تشويه صورتها المقاومة للهيمنة الأمريكية الصهيونية ومواجهة الضغوط والتهديدات وبذل المزيد من التضحيات والصبر في مواجهة البلاء فقد إقترب النصر وإنهار المشروع فهؤلاء الثلة من المجرمين لا عهد لهم ولا ميثاق ورب ضارة نافعه لكي تصُحح سوريا مواقفها مع العراق وهي لن تسلم من الضغوط التي تمارسها عليها أمريكا وإسرائيل طالما كان الإحتلال قائم في العراق ، ربما تكون حقيقة ما تحدثنا عنه ما كان يجب أن نذكره الأن وفي هذا التوقيت العصيب الذي يمر بسوريا ولكن أردنا أن ننبه كل من يفكر في محاولة مساعدة الآفعي الأمريكي للخروج من الورطة علي حساب الشعب العراقي الذي لن يسلم من سُمه كل من أقترب اليه ، رحم الله شهداء الشقيقة سوريا وأدخلهم فسيح جناته ورحم الله شهداء الأمة والنصر للمقاومة
 عــــــــلامـــــة إستفهــــــــــام ؟
 لِما كل هذا الصمت العربي فلم نسمع صوتا علي المستوي الرسمي يتكلم عن مشروعية الأتفاقية المزمع توقيعها بين أمريكا الأطلسية وحكومة العراق الأمريكية هو مجرد سؤال ؟ .