الاثنين


 

في العشرين من مارس 2009تكون قد مرت ست سنوات علي عمر العدوان الأمريكي التتاري للعراق وإختطاف هذا البلد من شعبه، ومن أمته العربية، ست سنوات اكتملت هي عمر العدوان الأمريكي للعراق وهذا البلد ينزف دما من الديمقراطية، والحرية، التي أغرق بها بوش فرعون العصر ونمرود هذا الزمان ومن معه من عرابي الحروب أمثال غراب الحرب تشيني، إلي رامسفيلد، إلي جون بولتون، وما يعرف بالمحافظين الجدد من غربان اليمين المتشدد هذا البلد في بحور من الدماء، والدمار، ست سنوات هي عمر الإحتلال وبحسابات التاريخ هي ليست بالطويلة ولكن بحساب الرابح والخاسر فهي مأساة بكل المقاييس فالعراق يعيش أسوا مرحله في مراحل تاريخه المعاصر ليس العراق فقط ولكن الأمة العربية تعيش هذه اللحظة ولكن العراق الذبيح هو الذي يتألم لأنه يعيش ويذوق مرارة الإحتلال العسكري الوحشي هذا الإحتلال الذي مارس أبشع أنواع عمليات القمع والتعذيب لهذا الشعب العربي الصابر والصامد، ست سنوات في عمر العراق المحتل ومازال هؤلاء الأفاقون التتار ومغول العصر يتحدثون عن الديمقراطية التي كلفت العراق أكثر من مليون شهيد، وأكثر من عشرة مليون مهجر بين الداخل والخارج، ست سنوات في عمر العدوان علي العراق ومازال حكامنا العرب والأمين العام للجامعة العربية يؤيدون حكام العراق الجدد الذين يقودون العراق نحو الديمقراطية ولكن لم يقولوا لنا أي ديمقراطية يتحدثون عنها ؟؟ هل هي ديمقراطية الطائفية والاغتيالات والتصفيات الجسدية وقطع الرؤؤس علي الهوية؟ أم ديمقراطية الخيانة وتفكيك وتفتيت البلاد وشراء الذمم وبيع تاريخ وحضارة العراق إلي نخاسي وحفاري القبور؟ أم ديمقراطية وعدالة القضاء وإصدار أحكام وتلفيق الاتهامات إلي كل من يعارض نزواتهم وشهواتهم الشيطانية؟ أم ديمقراطية السجون والمعتقلات والزنازين المظلمة والمثاقب التي تفرغ بها رؤؤس الضحايا من أبناء هذا الشعب؟ أم ديمقراطية أطفال وأمهات العراق التي امتلأت بهم سجون فرعون وهامان؟ أم ديمقراطية إشعال الصراعات بين الطوائف من سنية ،وشيعية، وعربية، وكردية، بئس الديمقراطية لهؤلاء الحكام من لصوص بغداد ، وبعد كل هذه السنوات تسقط ورقة التوت التي تخفي عورات مصاصي الدماء وتظهر الحقيقة التي حاول إخفائها عرابي الحروب علي العراق بهذه الديمقراطية والحرية وهذا النموذج للتدمير والصراع وعلي الرغم من كل ذلك مازال المروجون للمشروع الأمريكي من جماعة مارينز العرب يتحدثون عن تحرير العراق! ست سنوات في عمر العدوان علي العراق ونحن نتحدث عن هذا الإحتلال البغيض ولكن نحن أبناء الشعوب لم نقدم شئ للعراق نحن نتحدث عن خداع وأكاذيب أمريكا وحلفائها المتأمركين ولكن ما يُزيد شعورنا بالمرارة هو ماذا قدمت الأنظمة العربية ومؤسساتها الرسمية وحكامنا أصحاب الفخامة والجلالة رؤساء وملوك دولنا العربية إلي العراق لاشئ سوي المزيد من خراب، ودمار العراق،ومنهم من لم يكتشف أن العراق تحت الإحتلال حتي اليوم ، وماذا قدم بيت العرب جامعتنا العربية للعراق المحتل سوي الإعتراف بالاحتلال والحكومة العميلة ومخطط أمريكي جديد من الجامعة العربية وأمينها عمرو موسي للالتفاف علي ما حققته المقاومة من ملاحم وبطولات لصالح العملاء ، وماذا قدم أعضاء البرلمانات العربية إلي العراق سوي المزيد من تكريس الإحتلال وماذا قدمت منظمة المؤتمر الإسلامي للعراق وللشعب العراقي والمقاومة ؟ وماذا يدور اليوم بين الأشقاء العرب علي خلفية إنعقاد القمة العربية في الدوحة وخلافهم علي من له الحق في إعمار غزة ومن مع إيران ومن ضدها ومن الذي يُسلم البشير الي الجنائية الدولية لكي يكون قربانا ثانيا علي المذبح العربي ، يجب أن نحاسب أنفسنا ماذا فعلنا للعراق بعد مرور ست أعوام من عمر الإحتلال ، يجب علينا حكاما وشعوباً أن نعمل سويا من أجل وضع حداً لخروج الإحتلال والعملاء وإيقاف نزيف الدم الجارف على نهرى دجلة والفرات بدلا من أن نسمع بين الحين والآخر اصواتا ً عربية تنادى بعدم خروج القوات المحتلة من العراق بحجج واهية من إقتتال العراقيين وتأثيرها على المنطقة العربية مرددين في ذلك ما تقوله الأدارة الأمريكية السابقة والحالية . وللحق والتاريخ نقول للإحتلال الأمريكي وعملائه بان مشروعهم للشرق الأوسط الجديد والذي أرادوا به أن يكون العراق نقطة إنطلاقهم لتحقيق أحلامهم وأطماعهم الإستعمارية والإمبريالية ولتحقيق حلم أقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات قد تحطم على وقع ضربات المقاومة العراقية الباسلة التي أدت إلى إستنزاف طاقة التحمل لدى قوات الإحتلال الامريكي وها هي الادارة الامريكية الجديدة تعلن الانسحاب ويبقي الإعتراف وجر أزيال الهزيمة ، ولذا علينا أن نرسل التحية إلي جميع فصائل المقاومة العراقية وأن نناشدهم بان يجعلوا وحدتهم هي الخيار الوحيد في تلك المرحلة الحاسمة فالمحتل وعملائه وإذنابه هم أعدائكم وعليكم بتصويب أسلحتكم تجاهه واتحدوا فيما بينكم وفوتوا الفرصة على عدوكم ولا تختلفوا وحدوا صفوفكم من أجل إفشال المؤامرة الجديدة تحت عنوان المصالحة العربية فالمعركة ليست بينكم وإنما المعركة مع الإحتلال الأمريكي وعملائه من الجواسيس واللصوص ، لا تستعجلوا قطف ثمار جهادكم التي دشنها الشعب والجيش العراقي في اليوم العاشر من أبريل 2003 وليكون العراق أمانه في أعناقكم حماكم الله يا فخر ألامة ومجدها وسدد رميكم وحقق نصركم الذي بات قريبا جدا.