الأحد

لك اللــــــــــــــه يـا مصــــــــــــــــــر



حدثني أخي وصديقي صاحب الوعي والشعور الوطني معربا عن أسفه لما تعرضت له مصر من مأساة دموية بشعة أدت إلي سقوط شهداء وعشرات الجرحى أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وقال في ختام كلامه لي لك الله يامصر وحفظك الله من كل ما يحاك لك من مؤامرات وذكرني بما كان يقوله من خوفه علي هذا البلد ولذا وجدت وقع هذه الكلمات علي كما لوأنه فتح جرحا غائراً في قلبي فكم كنا ومازلنا ننادي ونحذر من هذه الفتن والمؤامرات التي يتم الإعداد لها عبر الأبواب المغلقة والسراديب المظلمة من أجل العبث بمقدرات الأمة وأخطرها وهو الوحدة الوطنية المصرية لتصيبها في مقتل ، لقد مرت علي تاريخ مصر أحداث وكبوات سريعا ما خرجت منها وهي أشد قوة وهذا بفضل قوة وعظمة ودور هذا البلد وعظمة رجالها مسلميها وأقباطها ، ولكن اليوم وما جري وما يجري علي الساحة السياسية المصرية يدعونا للخوف والهلع لما يدور ويحاك لنا جهاراً نهاراً وما كان يدار خلف الأبواب المغلقة والسراديب المظلمة بات اليوم أمام أعيننا ونحن لا نملك من أمر أنفسنا إلا أن نتحسر أو نموت كمداً لما آلت إليه أحوالنا ومصائرنا التي يتلاعب بها الأقزام والأعداء ومن يريد لهذا البلد الخراب والدمار ، فنحن من فرطنا في أدوارنا و ثوابتنا الثورية وقوميتنا العربية وطمس لهويتنا الإسلامية والعربية الحقيقية و جعلنا من أنفسنا أمة تضحك علي جهلها الأمم فنعادي فلسطين وحـركـة حمـاس ونصفها برأس الافعي مجاملة لأمريكا وإسرائيل ونصادق إسرائيل الصهيونية العنصرية العدوانية ونصفها بالصديق وشريك السلام ونستقبلهم في بلادنا إستقبال الفاتحين ، أننا لن ندفن رؤوسنا في الرمال كما فعل البعض وسوف نظل نحذر وننادي بأعلى صوت لنا طالما حيينا علي هذا الوطن ونقولها بكل قوة إذا أردنا معرفة المجرم فعلينا ان نبحث عن المستفيد من هذه الجريمةالبشعة التي أرادث إحداث شرخ في جدار الوطن ؟ فهذا الحادث الإجرامي الآثم عليه أصابع وبصمات إسرائيل والصهيونية العالمية التي تعمل من خلال مشرطها الملوث بالدماء منذ أن وطأت أقدامهم أرض فلسطين العربية و منذ ذلك التاريخ وحتي اليوم مازالت تعيث في الأرض فساداً ودمارًا وقتلاً واغتصاباً وارهاباً وتهجيراً وتعذيباً وحصاراً ، وبالعودة الي الوراء قليلا وليس ببعيد عنا وبالتحديد في عام 1982عقدت المنظمة الصهيونية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وبرعايتها وهذا معلن وليس سراً مؤتمراً أعلنت فيه مخطط إحتلال وتقسيم7 دول عربية في غضون سنوات قليلة بالتتابع وهذه الدول هي لبنان والعراق والسودان والصومال وسوريا ومصر والسعودية وهناك من يقول لنا وما علاقة هذا بما جري من أحداث وإعتداءات هزت الوجدان المصري ؟ ولهذا نقول بان العلاقة بما يدور وبما جري علاقة وطيدة ومشتركة فما كان يجري في السابق في الخفاء يدور ويجري اليوم أمام أعيننا وقد أشار الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك في إحدي مقالاته أن هناك محاولات غربية لرسم خرائط جديدة للشرق الأوسط ولنقل الشرق العربي اساس هذه المحاولات هي تأجيج الخلافات والإنقسامات بين أصحاب البلد الواحد وبين مختلفي الطوائف والأديان هكذا كل شئ يجري أمامنا ونحن له مستسلمون ، الأمر بات واضحا وضوح الشمس فيما يجري لنا من فتن ومؤامرات يقف ورائها المشروع الصهيوامريكي اللعين فهم أحد المحركات الدافعة نحو تفتيت هذه الأمة لضمان وجودها وتفوقها ، إن من أولي أهداف هذا الكيان هو تقسيم وتفتيت الأمة العربية إلي دويلات علي أساس ديني طائفي من أجل بناء دولة يهودية يسعى اليها لتكون إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات ومن أجل هذا المخطط قام هذا الكيان بمساعدة أمريكية من تدمير قدرات العراق العسكرية البوابة الشرقية للامة العربية وما أعقبها من غزو وأحتلال وضياع لهوية وعروبة العراق التي جري صهينتها وإعدادها لتكون قاعدة إنطلاق لعملياتها القذرة، وها هو اليوم يجري تفكيك إحدي الدول العربية الكبيرة والإستراتجية وهي السودان وفصل شماله عن جنوبه وتسليمه إلي دولة الكيان الصهيوني لتحويل هذا السودان إلي دويلات وأقاليم متناحرة فيما بينها والذي يعطي لإسرائيل الحق في السيطرة علي ثروات السودان و التحكم في منابع النيل والتلاعب بحصة مصر من مياه النيل ومع إقتراب هذه الخطط والمؤامرات إلي حيز التنفيذ نري أن كل المؤشرات تؤكد علي أقتراب هذا الخطر من مصر ومع ذلك لم نجد من يقف في وجه هذه المؤامرة ،أن ما يحدث ويجري في السودان بإعتبار أن ما يجري هو حق تقرير مصير سوف يكون حافزاً لكثير من شركاء الوطن الواحد بالمطالبة بهذه الحركات الإنفصالية وأستخدام هذه الورقة في الضغط علي الحكومات من أجل الدفع في هذا الطريق ، لابد أن ندرك بان العبث الصهيوني والأمريكي علي أشده في تدخله وتهديده لآمننا القومي ، إسرائيل تعبث في النسيج الوطني والوحدة الوطنية المصرية والتي تعد من أول أولويات الكيان الصهيوني في حربه ضد مصر مما يزيد من سوء الوضع المصري الذي يسهل عليها سقوط مصرمن حساباتها الإقليمية وهو ما عبر عنه رئيس الموساد الإسرائيلي السابق عاموس يدلين والذي قال بان جهازه أخترق الأمن القومي المصري والمنطقة العربية بأكملها في أكثر من موقع أهمها تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والأجتماعي ، إذا سقطت مصر فسوف تزول كل النظم العربية ولم يعد أمامنا إلا أن نكون أو لا نكون ، الهدف الأكبر هو تفتيت الوطن العربي من خلال تحريك الأقليات وتداول مفهوم حق تقرير المصير والتي يتم أستغلالها اليوم بكثرة للدخول إلي هذا المنزلق الخطير وتفكيكه وتحويله إلي مجموعة من دويلات وملوك طوائف ورؤساء حرب يتم تحريكهم بحسب الطلب ومتي أقتضت الحاجة ، لقد حذرنا في السابق من توظيف المواقف والمؤامرات التي يخرج علينا بها الساحر الأمريكي الذي عاد إلينا من جديد ليتحدث عن تنظيم القاعدة والذي أطلقنا عليه سابقاً تنظيم الفنكوش وذلك للتغطية علي إخفاقاتة وفشله العسكري في العراق وافغانستان وذلك بفضل المقاومة الشرسة بل وأخذ يمهد لنا الساحة لكي نسترجع الذكريات مع هذا البعبع فاخرج لنا من جرابه منذ أيام قصة الطرود الأسطورية المفخخة المفبركة التي غزت العالم وجاءت من اليمن عن طريق تنظيم القاعدة ثم أعقبها بقصة تفجير كنيسة سيدة النجاة للمسيحين الكاثوليك في العراق وما أعقبها من تهديدات باستهداف كنائس مصرية وقد قلنا حينها في تحذيرنا بأننا نخشى من أستخدام او توظيف هذه الأحداث التي هي من صنيعتهم وقلنا بأننا نخشى من أن تستهدف بعض الكنائس او تفجيرها عن طريق أيدي صهيونية تحاول العبث بالأمن الداخلي وإشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط والذي إن وقع سوف يقضي علي الأخضر واليابس ، إن أخطر ما في الأمر إننا نصدق ما يروجونه لنا من أكاذيب ونرددها ونصدقها لخدمة مصالحهم وأهدافهم الشيطانية والتي يصدرونها الي بلادنا التي تعمل وتدور في نفس الفلك فنمارس نفس الهاجس ونحن نحذر من إتباع سياسة هؤلاء الدمويين المروجين لهذه الأكاذيب وإعلان حربنا علي تنظيم لا وجود له إلا في عقل هذا الساحر وها هم يقتلون في العراق وفي مصر واليمن والسودان والمغرب العربي والصومال وأفغانستان باسم القاعدة عن طريق التهويل والتعظيم لهذا التنظيم ولدوره وإبعادنا عن الإرهابي والعدو الحقيقي ، حماك الله يا مصر اللهم بلغت اللهم فاشهد .

الـوعـي العـربــي