الأربعاء

أبـــــو الـغيــــط و تصــــريحـــاتـــة الفــــارغــــــة



في تصريح للسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري وكعادته في إبداء أرائه وتصريحاته اقل ما تُوصف بأنها خطيرة وتهدد بانهيار حكومات في أي بلد له وزنه وإحترامه ويضاف إلي كم التصريحات المثيرة للجدل والتي يطلقها أبو الغيط من حين لآخر ولا تتسم بأي حنكة دبلوماسية أو سياسية وإنما تتسم بأسلوب الغمز واللمز وبالعين والحاجب وجلا جلا وموسي نبي وعيسي نبي ، ويبدو أن تلك التصريحات تعكس الروح البيروقراطية التي تشبع بها أبو الغيط منذ أن التحق بوزارة الخارجية فهو يتعامل مع السياسة الخارجية بمنطق الموظف المرؤوس وليس بمنطق الدبلوماسية ففي معرض حديثة الذي أدلي به قال السيد أبو الغيط في تعليقه علي أسئلة احد الصحفيين معلقا علي ما جري ويجري في تونس علي خلفية أحداث الثورة الشعبية هناك وعن إمكانية تكرار سيناريو الثورة التونسية وإنتقال عدوي ما جري في تونس إلي دول عربية أخري فأجاب سيادته لا فوض فوه بان هذا كلام فارغ مؤكداً أن لكل مجتمع طريقته فإذا ما قرر الشعب التونسي أن ينهج هذا المنهج فهذا أمر يتعلق بالشعب التونسي وقال أن هناك من يحاولون صب الزيت علي النار وتأجيج المواقف ولن يحققوا أهدافهم وان الضرر سيلحق بهم أنفسهم ، أن كلام السيد أبو الغيط اقل ما يقال عنه أنه خالي من أي دبلوماسية وأنه كلام غير لائق بل أن هذا التصريح الخطير من شانه أن يهدم به السيد أبو الغيط نظرية الأمن القومي المصري التي صدع بها رؤوسنا إبان العدوان الإسرائيلي علي غزة و تهديده للأشقاء الفلسطينيين بقوله أن من يجرؤ علي إقتحام معبر رفح بالقوة سوف يكسر رجله ، يبدو أن السيد وزير الخارجية المصري يعيش بعيداً عن العالم الذي نعيش فيه نحن فان أي مواطن عربي يعرف بان ما يجري في تونس ليس ببعيد عما يجري في كثير من بلادنا العربية وذلك لتشابه الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، أما الذي لا يعلمه أبو الغيط هو أن ثورة الشعب التونسي شكلت علامة فارقة في تاريخ الشعوب العربية أجمع التي حتماً ستعيد الثقة في نفسها وقدرتها علي التغيير، أما قول السيد وزير الخارجية المصري الذي يعتقد بأنه يدافع عن النظام المصري بحسب كونه أحد الوزراء هو كالنيران الصديقة أو كالدب الذي قتل صاحبه فهو لا يعلم بان تصريحاته وتصريحات أمثاله هم من يؤججون ويضرمون النار التي تهدد أمن المجتمع بتقليله لحجم غضبة الشعوب وثورتها وتسفيه حجم ما يعانيه المواطنين ، أن أبو الغيط وأمثاله هم من يحجبون المعلومات والتقارير في الوصول إلي الرئيس وعما يتردد في الشارع من سخط ومعاناة وهو الذي سيصل بنا في النهاية إلي حدوث الانتفاضات والثورات الشعبية وعلي الرئيس إبعاد مستشاري السوء والمسئولين المنافقين والمنتفعين أمثال الذين خدعوا الرئيس التونسي المخلوع علي حد قوله في خطابه الأخير وأن يصدقوه القول فيما يدور في الشارع المصري من بركان وغليان ، مصر فوق بركان من الغضب الشعبي ويمكن أن يثور في أي وقت ولكن ليس بالضرورة أن يتكرر ذات السيناريو التونسي ولكن من الممكن حدوثه بطرق مختلفة في ظل وجود أحتقانات وإخفاقات سياسية وخلل أجتماعي وكان الأجدر للسيد الوزير الدبلوماسي القول في مثل هذا الموقف مثلا أحترامه لغضب الشارع وتفهمه لأسباب ذلك وعلينا فهم الدرس التونسي ومعرفة ومعالجة الأسباب التي فجرت الثورة فالرهان على صبر الشعب المصري يعد رهانا خاسرا ، أن الاستهانة بالشعوب هي أولي أخطاء أي نظام فالشعوب ليست ميتة وانه قادرة علي الأنتفاض وتقديم التضحيات أما ما يقوله السيد أبو الغيط عن عدم أنتقال عدوي الثورة فهو أقل ما نوصفه بأنه كلام فارغ .

الـوعـي العـربـي