بحبك يا لبنان يا وطني ما أجمل فيروز وهى تصدح بهذه الأنشودة وما أقبح من هؤلاء الذين ينعقون وينفثون الفتنه التى تفت عضد هذا البلد الصغير بما لاتحتمل أحواله ولا ما يحيط بها فأمن لبنان واستقراره ينعكس على كل المنطقة . ونظرًا لطبيعة لبنان الخاصة التي تتشابك وتتداخل فيها الخيوط بقدر تعدد الأديان والمذاهب والطوائف بها وهذا التداخل الفسيفسائى البديع هو من صَنع لبنان . فمنذ أن تحقق النصر على ايدى أبطال المقاومة وهناك أيادي متعددة الأهواء والأهداف تحاول المساس بالخريطة الجينية اللبنانية واستحضار أجواء الحرب الأهلية تنفيذا للأجندة الصهيو أمريكية وذلك عن طريق إثارة الفتن المذهبية والاغتيالات وإطلاق التهم الجزافية وذلك حتى ينتهي الأمر إلى حرب أهلية وعلى أساسها يتم تشكيل الخارطة اللبنانية انطلاقا منها لتنفيذ مشروعهم الكبير وتعديلها من وجهة النظر التي تخدم مصالحهم الخاصة وهو ما يمثل خطرًا بالغاً واى محاولة هي من قبيل العبث والمخاطرة غير محسوبة العواقب وخروج المارد من القمقم وعدم السيطرة عليه أو رده إليه مرة أخرى . وتتعاقب الملفات الساخنة على لبنان كمعارك تموز وانتصار الجنوب وإحراج الجيش والحكومة . ثم استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل من حكومة السنيوره لإسقاطها و الاحتكام إلى الشارع الذي أعدته قوى المعارضة لإسقاط حكومة السنيورة أمام السراي الكبير كل هذه الملفات لم تغلق بعد وهى كالنار الذي يستشرى تحت الرماد أوقنبلة موقوتة لا أحد يعلم من ومتى ينزع فتيلها وحينئذ سوف تنفجر في الجميع وقد يحدث هذا في أي لحظة عن قصد أو بغباء اولإفتقار الحنكة السياسية وبإيعاز من قوى إقليمية اودولية . وأخر هذه الملفات ما أقحمت فيه الحكومة اللبنانية نفسها من حيث المواجهات الدامية مع سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال بطرابلس بحجة إخراج إحدى الجماعات المسلحة من المخيم ألا وهى جماعة فتح الإسلام بصورة تدعو إلى الدهشة ووقفه من حيث " القوة المفرطة " المستخدمة من قبل الجيش ومن "حيث التوقيت " فمن المعروف أن جميع المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية تحتضن جماعات واذرع مسلحه للحركات السياسية الفلسطينية وجميعها أقوى وأكثر تجهيزًا وتدريبًا من جماعة فتح الإسلام حديثة النشأة والتكوين باعتراف الحكومة اللبنانية ذاتها حيث أن المدعو شاكر العبسى زعيم تنظيم فتح الإسلام الأردني الجنسية والمعتقل في سوريا سابقاً لم يطلق سراحه إلا من فترة وجيزة عقب الخروج السوري من لبنان اى أن هذه الجماعة ليست بالعريقة أو الضاربة بجذورها في المخيمات الفلسطينية أوبالقوة التي تستخدم معها كل هذا العنف المفرط من الجيش والدخول معها في مواجهات دامية والقصف المتنوع من مدفعي وصاروخي لمخيم نهر البارد الفقير المعدم دون هوادة آو إعطاء فرصه لسكان المخيم من المقيمين فيه بمغادرته واى جريرة ارتكبها هؤلاء الأبرياء في مشهد يتعارض مع ابسط القواعد الأنسانيه وكان يجب على الجيش بان ينائ على نفسه والزج بعناصره في إدارة هذه ألازمه اوالعمل على حصر المطلوبين من عناصر تنظيم فتح الإسلام على مساحه معينه وخاصة وهم من المعروفين وليسوا من التنظيمات السرية . ثم أين كان هذا الجيش المغوار أثناء حرب تموز ولماذا لم تثور الحمية في دمائه وعروقه عند ارتكاب مذبحة قانا الثانية فلم تٌطلق ولو رصاصة واحدة في الهواء اللهم عسى رصاصات الترحيب بقوات اليونيفل أوبالجنود الصهاينة الذين نزلوا ضيوفا كراما على إحدى القواعد العسكرية اللبنانية يحتسون الشاي بالنعناع المنعش يتبادلون الضحكات والتحيات ولم تجف من أيديهم دماء إخواننا في الجنوب في مشهد دراماتيكي عجيب . أما من حيث التوقيت فهذا يحتمل عدة تفسيرات وجميعها تصب لمصلحة الدولة العبرية ومن خلفها الشيطان الأكبرولا يمكن عزله عما يجرى بالا راضى الفلسطينية باعتبار أن نقل الاقتتال الداخلي يحمل بصمات لاعب اقليمى يهدف إلى تفجير الوضع الداخلي الفلسطيني ومن ثم تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية للتخلص من حكومة حماس الوطنية ومن ثم فريق 14 آزار بزعامة الحريري الابن رجل المرحلة زعيم تيار المستقبل وجن بلاط الذي لا يكف ولا يكل عن إلقاء التهم الجزافية على كل من يخالف المشروع الامريكى "و الجعجاع سمير جعجع ومن لا يعرف جعجع بسجله المحفوظ في ذاكرة اللبنانيين في تكوين العصابات المسلحة وتوجيهها لمحاربة الجيش واختطاف ونقل جنوده وتسليمهم أسرى إلى الجيش الصهيوني خلال الحرب الأهلية والمتصابي بطرس حرب والارمله الطروب " فإظهارا للعين الحمراء من حكومة السنيوره واستعراضا للقوة على مثل هذه الجماعة والتي لاتقارن مثلا مع جماعة جند الشام أو الجبهة الشعبية وما لها من سابقة إحتكاك مع الجيش والحكومة وغيرها كذلك للوصول بلبنان إلى فرض الوصاية الدولية وعزل المقاومة والقضاء عليها من الساحة واستباقا لما قد يحدث من اعتراض شعبي وقومي وذلك لإجبار الراى العام اللبناني على قبول تصرفها الغير مستغرب منها برفع طلب لسكرتير العام للأمم المتحدة بتعجيل مجلس الأمن في اتخاذ قرار سريع بتشكيل المحكمة الدولية الخاص بقضية اغتيال الحريري بعد أن سلمت حكومة الدموع البلد قضائيا للخارج ومن المعروف كيف ستشكل هذه المحكمة التي ستصدر قراراتها تحت البند السابع أي إتاحة إستخدام القوة المسلحة طبقا للأراده الأمريكية وما ستؤول إليه هذه المحكمة فما هي إلا مقدمة لشيطنة النظام السوري وإعطاء المعاذير لتوجيه ضربة قاضية له لاحتضانه بعض الجماعات الفلسطينية ووقوفه مع خيار المقاومة وهو ما يذكر بإنشاء لجان التفتيش الدولية على العراق وما انتهت إليه من نتائج كارثيه وفضيحة أخلاقية ومهنية . كما أن اختلاق مثل هذه المعركة الوهمية وتعظيم خطورة فتح الإسلام ووصفه بالتنظيم الارهابى الخطير من شانه استدرار عطف ووقوف القوى الاقليمة والدولية بجوارالسنيورة وتقديم الدعم العسكري اللازم للإستقواء على القوى الداخلية الأخرى والأعداد للمواجهة الكبرى المرتقبة لتقليم أظافر سماحة السيد . أما السيناريو الأخير فهو رسالة لجميع المخيمات الفلسطينية على الاراضى اللبنانية فحواها أنها غير مرغوب فيها وأن الدور قادم لتفكيك هذه المخيمات وتغييراللجؤ الى التوطين وطرد المنظمات والقوى الفلسطينية وأذرعها المسلحة وذلك بضغوط خارجية لمن يسير السياسة اللبنانية في مقر السفارة الأمريكية فالمشروع الصهيوامريكى متواصل وماعجز الأمريكيون وحلفائهم عن تحقيقه بالحرب سيواصلونه بوسائل وطرق أخرى في لبنان بشكل اساسى وفى مقدمة هذه الوسائل هي إثارة العملاء الذين كشفتهم حرب تموز واستعدائهم ضد كل أشكال المقاومة من اجل كسر الإرادة وفرض التبعية للكيان الصهيوني والدفع باتجاه حالة من الفوضى والحروب الأهلية في لبنان لتحقيق الهدف الذي فشل في تحقيقه جيش العدو الصهيوني والتصدي للواقع الجديد الذي أرست قواعده المقاومة . فهل تغرق لبنان في نهر البارد أم من عاقل حكيم يٌلقى بطوق النجاة لإنقاذ لبنان من الغرق في شبر من الماء .
|