السبت


هكذا تتواصل مسلسلات التأمرعلينا نحن أبناء الأمة العربية حيث وضعت الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها كل ثقلها وعملت على إثارة الصراعات والحروب الأهلية في المنطقة بدءًا من سياسة الأحلاف كما في الماضي إلى تغذية الحروب الأهلية في لبنان والغزو المباشر للدول كما في العراق وأفغانستان إلى دعم متمردي جنوب السودان ودارفور والحرب بالوكالة في الصومال والعمل على فصل جنوب وشمال العراق عن الدولة المركزية وإثارة الفتن بين شعوب المجتمع الواحد الى حد الإقتتال كما يحدث الآن في الاراضى الفلسطينية ودعم كل الجماعات والحركات المعادية لكل ماهو عربي وإسلامى تحت مسميات كثيرة أبسطها جماعات حقوق الإنسان والحيوان ومنظمات المجتمع المدني والروتارى والليونز التى تتغلغل وتنخر فى مفاصل وعقول شبابنا وشعوبنا بأفكار ومفاهيم غربية ماسونية وكذلك الجماعات الاصلاحية والمنتديات على نموذج ملتقى الديمقرطية فى العاصمة القطرية ومنتدى دافوس فى المملكة الهاشمية وفي دولنا العربية وغيرها الكثير الذي لايتسع المجال إلى ذكرها الان . وفى كل الأحوال نجد أن جميع أنواع التأمر الصهيوامريكى والأنجلوأوربي متجسدًا في دعم طرف أو في دعم الطرفين المتنازعين سواءاً في السر أو سواءاً في العلن وعلى كل المستويات وعلى كل الأصعدة . ان اخطر هذه التامرات هي التي تأتى على المستوي الثقافي والفكري والاعلامى فنحن نتفق مع كل من ينادى في هذا الاتجاه ونحترمه ونشاركهم الرأي القائل بان الهيمنة على وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمتلفز والمتمثل في عشرات الفضائيات التي تبث سمومها وأفكارها في عقول شبابنا وهم من يمثلون زناد ألامة بحاضرها ومستقبلها وان وسائل الإعلام هذه والمسيطرعليها من قبل المشاريع الصهيونية الامبريالية العالمية ومؤيديها في الغرب وسيطرتهم علي شبكات صناعة ونقل المعلومات والأخبار التي جميعها تصب وتعمل على تشويه الحقيقة ونقل صورا مغرضة عن الشعوب العربية والإسلامية فتحول المسلم أو العربي إلي ارهابى الأمر الذى ينتج عنه تعميق العداء بين شعوب العالم من جهة والشعوب العربية والإسلامية من جهة أخرى ومن خلال حالة العداء هذه التي تصنعها وسائل الإعلام الموجهة يمرر الغرب وأمريكا واللوبي الصهيوني المتحكم والمسيطر على مراكز القرار مؤامراتهم ضد شعوبنا العربية من خلال الترويج للفكر الليبرالي الراسمالى بصورته الحديثة في زمن العولمة أو العوالم لا فرق بينهم وبدورنا نقول انه لايمكن لهذه المؤامرات الخارجية أن تنجح ما لم يكن هناك ارض خصبة ووعى عربى ومساعدات من أطراف مسئولة في بلداننا المغيبة أو الغائبة بل ويجوز القول إن تأمرنا الداخلي على أنفسنا هو الذي يُسهل عملية التأمر الخارجي والأستعماري علينا فإذا كانت هناك وحدة حقيقية وتضامنا فعالا في وحدة الفكرو الهدف و المضمون مع الإيمان بعظمة الرسالة التي تقاوم هذه الأفكار الهدامة والسمو بقضايا امتنا وعدم حصرها وشخصنتها لتحطمت على صخرة مقاومتها كل مؤامرات الأعداء التي من شانها تسعي للقضاء علينا وعلى تراثنا المقاوم الذي شرعته جميع الأديان السماوية والحركات التحررية والتي يقطف ثمارها اليوم إبطال المقاومة في فلسطين العراق ولبنان إذا سلمت من أيادي العابثين بدلا من التقاتل وكيل الاتهامات كل منهم للأخر !!! والذي يصب في خدمة المستعمر بصوره الجديدة . أن المخطط التآمري الصهيوني الأمريكي البريطاني يسعى إلي تثبيت واقع جديد قديم علينا آلا وهو مبدأ فرق تسد وضرب كل توجه وحدوي وتضامن قومي عربي ويعمل اليوم جاهدا على مزيد من تفتيت المنطقة تحت شعار مشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة وتطبيق الديمقراطية بالقتل والتدمير وطمس الهوية للبلدان العربية مع تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وان هذه المخططات الجاهزة للأسف لا تجد صعوبة علي تنفيذها تحت ذريعة تقرير مصير الشعوب والحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين أومقاومة إستبداد الحكام في بلداننا العربية كما تحقق ذلك بغزو العراق واغتيال الرئيس العراقي صدام حسين والأعداد لكارثة اممية جديدة لايقاع سوريا والمقاومة اللبنانية تحت مرمى مخطاطتهم بإفرار انشاء محكمه االحريرى الدولية تحت البند السابع . إذن لابد من الوحدة وعدم كيل الاتهامات كل منا إلى الآخر وإنجرار من لاوعى لديهم الى السقوط فى معترك مهاترات الفوضى الغير خلاقة ولايمكن الخروج من هذه الازمة إلا بوحدة الهدف والكلمة الحرالواعية الصادقة حتى لا يجد الأعداء مدخلاً لهم فالسبيل الوحيد وحدتنا وحرصنا لفضح جميع هذه الخطط و لن يتحقق هذا إلا بإعادة النظر في الأسس التي يقوم عليها الخطاب الوحدوي والنهضوى والذي يؤسس للمصالح المتبادلة لأنها لغة اليوم مع الابتعاد عن الانفعالات الثورية . فأمننا الاقليمى من امن أمتنا العربية وبدون ذلك سوف تدورعلينا الدوائر لان آسوا ما يصيب أبناء هذه الأمة هو أن يدعى كل منهم انه صاحب الحق والرأى والمشورة والتجربة والمرجعية السياسية مع عدم إقصاء الآخرين للتعبيرعن إيمانهم بالقضية حتي لو ثبت خطأفكرهم " عن دون قصد " ومما لاشك فيه ان صوت المقاومة يتجلى فى أبناء الأمة المخلصين والشرفاء وحكمتهم وتجاربهم مما يمكن فى التغلب على الصعاب ووأد المؤامرات وإن الحكمة تستدعى في مواجهة هذه المشاريع والخطط الجهنمية هو خلق مشاريع مضادة ومتبادلة تكون عونا في إفشال التأمرات الخارجية والداخلية على امتنا العربية لان هناك مفاهيم ومصالح إستراتيجية تجمع امتنا العربية في مواجهة التطلع الامريكى للهيمنة على العالم وعليه يمكن أن نقول أن الرد الصحيح على هذه المؤامرات هي أن نُوقف تأمرنا على أنفسنا أولاً وعلى بعضنا البعض ثم نتجه لوقف تأمر الآخرين علينا بعدم منحهم المبررات والأدوات المحلية التي تسهل عليهم مخططاتهم التأمرية والحل هو مقاومة هذه المشاريع بكل السبل والوسائل لان غياب الإرادة وإستراتيجية التعامل مع هذه الخطط والاكتفاء بالحديث عنها وتضخيمها فتتحول بدورها إلى مؤامرة من الذات ضد نفسها ولكن هذا لا يعني عدم الاعتراف بالحقيقة وان كانت مرة والاعتراف يتطلب وقفة ومساءلة وإعادة ترتيب أولوياتنا وسيكون من العبث ومن باب خداع النفس أن نحمل كل المسئولية على الطرف الآخر ولكن يجب أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا في مواجهة التأمر والمؤامرة ؟؟ إن من أهم أسباب فشل وتعثر المشاريع النهضوية لامتنا العربية هو " نمط التفكير " والتعامل مع " قضايانا المصيرية " بنظرة أحادية إقصائيه وان توحدت الرؤية واختلف التناول والمعانى.