تحاول مصر بما تبقى لها من بعد قومي وعربي وتاريخي وإقليمى بعد أن أرادت إطراف عدة تغيبها و إلغاء دورها لصالح أطراف إقليمية للقيام بمهام اومشاريع إستراتيجية بناءا على متغيرات الواقع السياسي وأن تستعيد مرة أخرى خيوط القضية الفلسطينية بعد محاولة نزع هذا الدور عنها وهكذا أدركت مصر بحسها وثقلها التاريخي عمق المأذق وخطورة المشروع على البعد القومي والعربي ومن منطلق المسئوليه جاءت الدعوة المصرية للفرقاء الفلسطينيين من حكومة حماس والسلطة وخمسة فصائل فلسطينية جهادية رئيسية وذلك محاولة منها الحفاظ على الوحدة الوطنية وإيقاف نزيف الدم بينهم كما أن المبادرة المصرية ستكون إستكمالا لإتفاق مكة وان حضور حماس والسلطه يعكس امحاولة الألتزام بما جاء في الإتفاق مما يؤدى إلى تثبيت وتفعيل هذا الاتفاق و بمثابة إنقاذ له وبخاصة أن الملفات التي تم طرحها في إتفاق مكة لم يتم التعامل معها بصورة جدية من قبل مؤسسة الرئاسة والحكومة وبخاصة ملف الشراكة وملف منظمة التحرير وملف تداخل الأجهزة الأمنية . وحضورحماس إلى القاهرة الهدف منه عرض الأحداث الأخيرة وطرح رؤية الحركة للحل بالشكل الذي يحد من تكرار هذه الأحداث وما يحاك لها من خططا لعرقلتها ولإسقاطها بأيدى فلسطينية رسمتها قوى خارجية معروفة و أطرافاً أخرى ومن جهات تدعم حرس الرئاسة والميليشيات فيما يعرف بخطة دايتون تتضمن تسليحه وتدريبه والذي يشرف عليها محمد دحلان مستشار الأمن الوطني الفلسطيني والذي يحظى بقبول دوائر صنع القرارالأسرائيلى و الأمريكى وهو الذي يقوم بتصعيد الازمات وتصديرها وذلك للإنقلاب على حكومة حماس ودفعها إلى ترك الساحة الفلسطينية لصالح مشاريع أخرى . ويجب أن تدرك مصر أن مايجرى على الساحة الدولية من مؤامرات وخاصة على الصعيد العربي وما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال يصب في المقام الأول لخدمة المشروع الصهيوني والأنجلوأمريكى ولابد من أن يكون هناك موقفا عربيا موحدا تقوده مصر لمواجهة هذه التحديات وألا تقف مكتوفة الايدى أمام تصاعد هذه التوترات في المنطقة وإتساع حدة المواجهة بين أمريكا وإيران على حساب أمننًا العربي والقومي وعلينا أن نقتحم وبقوة الساحة العربية والدولية من أجل إحباط المخططات ولا ندع أمريكا وإسرائيل تعيث في الأرض فسادًا.
|