الجمعة


كانت ثورة 23تموز/يوليو 1952 بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار هي نقطة التحول بالغة الأهمية ليس علي تاريخ مصر الحديث فحسب وإنما في تاريخ المنطقة العربية بأسرها أيضا ثم سرعان ما انتقلت أهدافها القوية والفعالة علي الصعيدين الدوليين الأسيوي والإفريقي خاصة بحكم أهدافها وسياساتها .كما كان لثورة يوليو 1952الفضل في إحداث التغيرات الجذرية للواقع العربي وتأسيس مشروع عربي وحدوي نهضوي اشتراكي كان لها الفضل في صنع حركات التحرر في إفريقيا بإعتراف الأفارقة أنفسهم وهي صانعة حركات عدم الإنحياز التي طالما واجهت صلف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي المنحل .  وفي ظل اليوم ونحن نستلهم مآثر وعبر ثورة تموز/ يوليو 1952وفي خضم هذه الإحداث المريرة والتي تمر علي امتنا العربية التي تكاد تعصف بإنجازات الثورة أو إذا افترضنا بقاء شئ من هذه الإنجازات إلا أن أهم ما في هذه الإنجازات هو بقاء الشعوب التي تعرف التاريخ وتعلمه للأجيال المتعاقبة ومن هذه الإنجازات كان لزاما علينا نحن أبناء الوعي العربي أن نستلهم وان نتذكر روح قائد ثورة17تموز/ يوليو 1968وهذه ليست من قبيل الصدفة أن تتزامن كل من ثورة يوليو 1952 بزعامة الزعيم عبد الناصر وثورة تموز العراقية بقيادة القائد الشهيد صدام حسين المجيد 1968ولكن من قبيل القدر الذي أراده الله سبحانه وتعالي لكي تعلم الأمة أن هناك اتفاقا وإلهاما لكل من الزعيم والشهيد في حمل راية المشروع العربي القومي النهضوي فكل منهما حارب وقف في وجه الاستعمار بكل صوره وكما كان عبد الناصر مؤمنا بالقومية العربية كان قائد ثورة تموز 1968 أبو الشهداء صدام حسين مؤمنا بالقومية العربية إيمانا راسخا بان آمن كل بلد عربي هو من امن الأمة العربية لقد كان من أهم إنجازات ثورة تموز تأميم البترول العراقي من قبضة الاستعمار والشركات الأجنبية التي عملت علي حرمان الشعب العراقي من عائداته منذ 1927 إلي أن تم تأميمه في 1972 وبذلك أعاد قائد ثورة تموز ورفاقه الأبطال والشعب العراقي البطل بناء دولة العراق الحديث والتي لها باع في كل المجالات ويشار لها بالبنان وساهمت هذه الدولة الحديثة في استيعاب أعداد كبيرة من أبناء الأمة العربية وفتح فرص عمل لهم في كل المجالات الإنسانية والخدمية دون تفرقة بين ما هو عربي وعراقي وأصبح فيها المواطن العربي كما المواطن العراقي من حيث الحقوق والواجبات بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلي تميز المواطن المصري أو السوري أو الفلسطيني أو السوداني عن أبناء الشعب العراقي وذلك من منطلق فكرة القومية العربية لقد حاول قائد ثورة تموز لم شمل الأمة العربية ولكن تكالب المشاريع الاستعمارية من كل ناحية وبشتى الوسائل حاولت وما زالت تحاول لإيقاف هذا المشروع لقدا حب قائد هذه الثورة فلسطين وفلسطين أحبته وأحب الأمة العربية كما لم يحب في حياته سواها كان أخر ما نطق به قلبه ولسانه عاشت فلسطين عاشت الأمة العربية عاش العراق هكذا كانت فلسفة الثورة لكل من الزعيمين كلاهما أحب أمته وشعبه الذي مازال ينهل من هذا الفكر حتى اليوم بل وحتى قيام الساعة وان ما نشاهده اليوم من أبطال العراق في مقاومتهم لهذا الاستعمار الصهيوأمريكي والبريطاني والفارسي ومن ملاحم هذه المقاومة بكل أشكالها وأطيافها التي أربكت بل ومرغت انف اعتي الجيوش العسكرية في العصر الحديث وأغرقتهم في وحل ومستنقع العراق ما هو إلا نتاج وثقافة فكر الثورة التي غرسها الشهيد الرئيس صدام حسين في فكر ووعي الشعب العراقي البطل حتى بين من كانوا أعدائه في الأمس القريب نجدهم اليوم ممن يفتخرون بإنجازات ملهم ومفجر هذه الثورة التي حاول أعدائه وعملائهم طمس هذه الإنجازات التاريخية الحديثة والمتفحص والمتابع لفكر وفلسفة قائد ثورة تموز يلاحظ أن هذا الزعيم وقائد الثورة ورفاقه الأبطال حافظوا علي هذه المكاسب الثورية وهذه الإنجازات حتى في اقسي المواقف وأصعبها وآخرها في حفاظه علي إنجازات ومكاسب الثورة أثناء الغزو الأمريكي البريطاني الإسرائيلي علي العراق وكان بإمكانه بان يعطي الأوامر العسكرية لقادة الجيش بإشعال أبار النفط ومصافي البترول وتدمير الجسور والكباري لكي يقطع الطريق علي قوات الغزو الهولاكي التتاري والمغولي الغاشم الا انه رفض ذلك حرصاً منه علي هذه المكاسب التي حققها الشعب العراقي البطل بفضل سواعد أبنائه النشامي و نحن اليوم نشاهد هؤلاء الغزاة والمعتدين وعملائهم من الأذناب المستعرقين ينسفون ويدمرون الجسور والكباري والمنشات والمؤسسات التي حافظ الشعب العراقي عليها وينفثون بنار حقدهم علي هذه المكاسب . ولذا نقول إلي إخواننا وأحبائنا أهل العراق من المخلصين والشرفاء من كل الأطياف والمذاهب والأديان حافظوا علي مكاسب ثورتكم لا تعطوا للأعداء الفرصة لإلتقاط أنفاسهم اضربوهم بشدة وبلا رحمة حافظوا علي وحدتكم ورص صفوفكم ولا تتعجلوا قطف ثمار جهادكم ودمائكم لقد أممتم نفطكم وأصبح ملكا لكم واليوم يعادون الكرة يحاولون السيطرة عليه من جديد بقوانين هم من وضعوها لاتغرنكم شعاراتهم عن تقاسم الثروات وبفضل حفاظكم علي مكاسب هذه الثورة ستتحطم علي صخرة مقاومتكم كل أشكال الاستعمار وستكون هذه المقاومة هي الملهم لكل الشعوب المقهورة تحت وطأة الاستعمار الحديث. وعاشت فلسطين من البحر إلي النهر وعاشت الأمة العربية وعاشت العراق والله واكبر وليخسأ الخاسئون ويبقي الزعيم والشهيد في قلوب الملايين ورحم الله كل من الزعيم والشهيد.