الجمعة


                                                  

لقد أصبح الرئيس الأمريكي جورج يعيش اليوم منفصلا عن حقائق الواقع أو هكذا يبدو. أصبح لا يدرك حجم الكارثة والمأساة التي يعيشها الشعب العراقي البطل منذ قيامه بغزو هذا البلد الذي كان ينعم في الأمان علي الرغم من سنوات الحصار والخنق التي فرضها الغرب وأمريكا لما يقارب الثلاثة عشر سنة ومن قبل ذلك لم تسلم العراق من المؤامرات ولولا ضربات رجال المقاومة العراقية الأبطال لما أعاد بوش التفكير في الانسحاب فقد وصلت ضربات المقاومة إلي اعلي معدل لها لتصل في شهر يونيه / حزيران إلي حوالي 177 هجوم في اليوم الواحد ولك أن تتخيل ماذا تفعل هذه الهجمات في قلوب جنودهم المرتزقة لقد أصبح جناب الكومندا المهم وعصابته يعيشون حالة من الهذيان يخرجوا علينا كل يوم لإعلان خطط واستراتيجيات فاشلة وبات بوش يستجدي الفرصة لمنحه الدعم كالمقامر الذي يلعب الكارت كل ليلة ليعوض خسارته حتى لا يجد ما يلعب به سوي ملابسة أن حجم المأساة والملهاة والكارثة التي تعيشها الإدارة الأمريكية ليست بالفادحة علي العراق فحسب بل كارثية بكل المقاييس علي جنوده وعلي شعبه الذي يتحمل تبعات هذا الجنون ولا بد من إيجاد وسيلة لهذا الشعب للتصدي لرئيسهم الملهم من عند الرب بنشر الديمقراطية في الدول عديمة الديموقراطية وكذلك عديمة التربية . لقد أدخلوا البلاد والعالم في حالة من الدمار والفوضى الهدامة وبفضل هذه السياسات الفاشلة والمستمرة يهدد منطقتنا كلها بالدمار ومزيد من إراقة الدماء البريئة انه غارق في الرغبة الجنونية الهوجاء للانتصار وتحقيق النصر التاريخي الذي يبحث عنه علي أشلاء وأجساد ودماء المسلمين في كل مكان من اجل أمن إسرائيل المفقود بسبب سياساتها الصهيونية والعنصرية والاستعمارية لإقامة مشروع دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلي الفرات هذا الوهم الذي لا ولن يتحقق.إنهم لا يدركون أن شمس الإمبراطورية الأمريكية بكل هذا الجبروت والطغيان بدا في الأفول بفضل هذه السياسات العنصرية ولا بد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم ابيض على كل مظلوم اسود على كل ظالم يكابرهذا المريض ويبدأ في إشعال النار في هذا العالم من جديد كما فعل نيرون واحرق روما وهذه المرة باستخدام فزاعة محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة التي سوف يحرق بها العالم وعلي وعلي أعدائي فليس هناك وسيلة من هروب المجرم إلا إشعال نيران الفتنة قبل الهروب حتى يغطي علي جرائمه فأصبح يخرج علينا كل يوم مسئول أمريكي يتحدث عن الخطر القادم من تنظيم القاعدة الذي اقترب من أمريكا وهذا يعكس حجم الأكاذيب التي يرددونها هؤلاء الأفاقين وتتناقض مع مواقف سابقة كانوا يبشرونا بها من القضاء علي تنظيم القاعدة وان العالم أكثر أمنا من قبل بفضل حربهم الإستباقية علي الإرهاب وما يسمي بتنظيم القاعدة وان حربهم الأخيرة علي العراق أتت أوكلها بعد محاربتهم تنظيم القاعدة فما الذي تغير في المعادلة لدرجة أن بوش نفسه قام بذكر كلمة قاعدة في حديث أخير له حوالي 30 مرة . نحن لا ننكر تزايد حركة العنف في العالم في السنوات الأخيرة ولكن هذا العنف بسبب هذه السياسات الغبية ورد فعل طبيعي علي الممارسات الوحشية التي يتعامل بها هؤلاء المعتدين والمحتلين والكيل بمكيالين في كل قضايانا العربية والإسلامية . أن اخطر ما في الأمر أن هؤلاء المهووسين والعنصريين يصدرون أكاذيبهم التي يروجونها لخدمة أجندتهم ومصالحهم الشيطانية إلي بلادنا التي تعمل وتدور في نفس الفلك الأمريكي فتمارس نفس الهاجس مجاملة أو ضغطاً وهو ما حدث وشاهدناه في باكستان الفترة الأخيرة وقيام برويز مشرف بإعطاء تعليماته للجيش الباكستاني باقتحام المسجد الأحمر وقتل كل من فيه من الطلبة والطالبات الذين يدرسون العلوم الدينية وهو مطلب أمريكي بأمرمن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي من مشرف للقضاء علي المدارس الدينية المنتشرة في باكستان ووصل عددها إلي خمسة عشر ألف مدرسة دينية إسلامية إذن هو خوفهم من الإسلام وليس الإرهاب كما يعلنون وتأثير هذا المد الإسلامي علي مشاريعهم الإمبريالية والعنصرية وتزايد حركات المقاومة الإسلامية والقومية في بلادنا العربية والإسلامية ونحن نحذر من إتباع سياسة هؤلاء الدمويين في إعلانهم الحرب علي ما يسمي بالإرهاب لان ما يزيد الأمر إرهابا وتعقيداً هذه السياسات في معالجة التوترات التي تمر بها منطقتنا العربية و لهم سبق تكريس نظرة الغضب والرفض كرد فعل علي أفعالهم الشيطانية . إذن كل ما يحدث في عالمنا اليوم من إرهاب وعنف هو انعكاس لسياسات بوش وعصابته من اليمين المتصهين بسبب الضغوط التي يتعرضوا له من جراء تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق وخاصة بعد أن أكدت تقارير جنرالات الحرب هناك من استحالة تحقيق إنتصار وفشل كل الخطط الأمنية والسياسية لفرض مشروعهم الإستعماري لتقسيم المنطقة وإعادة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بل واصبح مشروعهم للشرق الأوسط الجديد وهم كبير و فشلهم في القضاء علي المقاومة في لبنان وفلسطين ولذلك كان ولابد من وجود عدو جديد قديم يشغل فيه العالم عن أهدافه الخبيثة وعن خطر تنظيم القاعدة القادم وفي المقابل يكون مجبراً علي محاربة ما يسمي بالإرهاب ويكون مبرراً له شن الحروب والمعارك الاستباقية حيثما شاء مدعما بالإرادة والإدارة الدولية غطاءا له علي أفعاله الجهنمية. وهاهم اليوم يقتلون الشعب العراقي ويدمرون هذا البلد الأصيل العزيز تحت مسمي كاذب وباسم القاعدة ينفثون عن مخزون هائل من الحقد الدفين علينا نحن العرب والمسلمين وباسم القاعدة والحرب علي الإرهاب يقتلون الأبرياء والمدنيين العزل في أفغانستان والعراق ويدعون كذباً وبهتاناً بان المقاتلين يتخذون المدنين دروعا بشرية لهم بل وصل الأمر أخيراً إلي إعتبار حركة المقاومة حماس امتدادا لتنظيم القاعدة . وأخيراً نقول بان استراتيجية بوش التي تعمل وتجاهد من أجل القضاء علي المقاومة العراقية بإتباع طريقة التهويل والتعظيم لدور القاعدة في العراق ما هو إلا وهم كبير ولن يزيد المقاومة إلا إصراراً وباساً شديدا وان مزاعم الكومندا بوش بمحاربته القاعدة كمن يدفن رأسه في الرمال هربا من مواجهة الحقيقة التي لا بد أن يعترفا بها أخيرا ويعلم انه يحارب تنظيم الفنكوش.