السبت


مع سبق الإصرار والترصد وفي غضون شهور قليلة يصرح الرئيس الفلسطيني وبلساناً عربياً فصيحاً وليس عبريا بان القاعدة موجودة في غزة وأن هذا الأمر بتسهيل من حركة المقاومة حماس وإن كنا نتعجب لان هذا التصريح لم يصدر من العدو الصهيوني وإنما يصدر من رئيس ما يسمي برئيس السلطة الفلسطينية علما بان هذه ليست هي المرة الأولي التي يطلق فيها عباس مثل هذه التصاريح وكان له حديث سابق مع التليفزيون الإيطالي في صيف 2007 أعلن فيها مثل هذه التصريحات وكنا في الوعي العربي قد أعلنا عن موقفنا بمقالة تحت عنوان رؤية عباس في حركة حماس وقلنا في حينها علينا أن نتعا طي مع ما يجري من أحداث علي الأراضي الفلسطينية علي أرضية من المصالح والأهداف الوطنية والقومية وليس من منطلق فتح وحماس الذي إن تم سوف يعزز من قدرة إسرائيل علي تنفيذ مخططاتها وأهدافها في فرض شروطها ولقد كشفت الأحداث الأخيرة في قطاع غزة النقاب عن عملاء من السلطة الفلسطينية من أجل القضاء علي الحركات الإسلامية المقاومة ومنها حركة حماس وذلك لهدف أكبر وأسمي من الهدف المعلن وهوا لتخطيط للقضاء علي حركات المقاومة العربية والتي تقف ضد الأطماع الصهيونية الإمبريالية ولكن هذا لايعني بان نلقي بالمسؤولية كلها علي هذا المشروع وحتي لايتهمنا البعض بأننا نعول دائما علي نظرية المؤامرة ونعيش في هذا الوهم فهناك أيضا مسؤولية تقع في المقام الأول علينا نحن العرب في تنفيذ بعض جوانب هذا المخطط بل وتقديم المساعدة والدعم لتمرير أجندات عدائية علي حساب مصالحنا وأمننا القومي ربما خضوعا أو إمعانا في التبعية للوصول إلي أهداف شخصية إلي هذا الحد تتم شخصنه الأمور القومية لخدمة مصالح إمبريالية والأمر الثاني في هذا الشأن هو الأطراف الفلسطينية نفسها وان ما وصل إليه هذا الأمر فيما بينهم إلي هذا الحد من الدموية هو مؤشر خطير علي أن القضية الفلسطينية وهي قضية كل العرب تمر بمرحلة خطيرة من مراحل التصفية والقضاء علي ما تبقي منها و يعطي الفرصة للشارع العربي بان يفقد تعاطفه مع قضيتهم وان لب القضية هو في تعاطف الجماهير العربية وليس علي النخب السياسية لقد مرت القضية الفلسطينية بمنعطفات تاريخية كبيرة وتحمل الشعب الفلسطيني علي مر التاريخ العربي المعاصر ما لم يتحمله شعب آخر هذا الشعب قاسي وعاني الكثير وما زال يعاني حتي اليوم أي منذ مؤامرة التقسيم مرورا بالوعد البريطاني عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين هذا النبت الشيطاني الذي تم غرسه في هذه الأرض الطاهرة إلا أن اخطر مايمر به الوضع ألفلسطينيي مرحلة التأمر الداخلي والأخوي وان نتائج هذه المؤامرات ستكون وخيمة علي الجميع والخاسر الحقيقي هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولكن اخطر هذه النتائج هو إعطاء الفرصة للعدو الإسرائيلي بان ينجح في زرع بذور الفتنة بين مكونات الشعب الفلسطيني الواحد والذي فشل في فرضه علي مدار عقود من الزمن .ولذا علينا نحن العرب بان لا ننظر علي الأمر علي أساس فتح أو حماس وأن نقف بجانب فريق لحساب آخر ولا تكفي إدانة هذا أو ذاك أو إلقاء المسؤولية علي فتح أو حماس ويجب علي كل الإطراف وكل الفصائل بالتوقف عن أحاديث التخوين والتكفير ولكن ما يعمق الفرقة بين الإخوة هو التمادي في خدمة المشروع الصهيوامريكي من أمراء الحرب وأصحاب الفنادق وتجار السلاح و المتخاذلين والعملاء من أبناء السلطة وأن ما حدث من رئيس السلطة محمود عباس وكنت دائما افترض حسن النوايا فيما نشاهده ونسمعه ولكن مع إيماني الشديد بوجود مؤامرة علي القضية إلي أن هالني وأفزعني ما صرح به رئيس دولة فلسطين محمود عباس في حوار له نشرته جريدة الحياة اللندنية يوم الأربعاء الماضي بإعطائه تفويضا لإسرائيل بإحداث محرقة لإبناء قطاع غزة وذلك بقوله أن القاعدة موجودة في غزة بمعرفة حركة المقاومة حماس وبتسهيل منها مع أن قوله يفتقر إلي الدليل ويعتمد علي القول المرسل الأمر الذي أعطي لإسرائيل المبرر لما تقوم به من أعمال تدميرية و مجازر و مذابح علي الطريقة الصهيونية لشعب غزة وإن كان هذا ليس بجديد علي ما ترتكبه إسرائيل بصفة يومية ممنهجة من إغتيالات وحصار حتي الرضع من الأطفال لم ترحمهم نيران المقاتلات الصهيونية وفي خلال يومين فقط قام العدو الصهيوني بقتل أكثر من أربعين فلسطينيا منهم حوالي عشرة أطفال بين رضيع وصبي وأن هذا الاعتداء الآثم علي الشعب الفلسطيني هو بداية هولوكست فلسطينية عربية كما أعلن عنها وزير إسرائيلي . ولنأتي علي ما صرح به الرئيس الفلسطيني الذي إنتخبه الشعب الفلسطيني بتجديد إتهامه لحركة حماس بأنها تسمح بمرور أعضاء تنظيم القاعدة إلي غزة وبذلك يكون عباس ينفذ ما كنت أظن إنه مؤامرة وبتصريحه هذا يكون قد كرس العداء ضد شركاء في القضية وفصيل هام من فصائل المقاومة التي كانت لها الفضل في تحقيق بعض المكاسب للقضية وأراد غلق جميع أبواب الحوار تهرباً من حدوث تقارب بينه وبين الحركة الإسلامية و التي كانت تنادي بوأد نيران الفتنة التي كنا نتحدث عنها وبذلك يكون قد أعطي الضوء الأخضر في تنفيذ الجزء الثاني من الجريمة التي يشارك فيها وهي إشارة البدء بتنفيذ القضاء علي كل الحركات الإسلامية المقاومة في أمتنا العربية باعتبارها كما أطلقوا عليها إرهابا وبذلك يرفع الحرج عن بعض الدول العربية التي تحافظ علي توازنها من حركة حماس وبخاصة مصر و تتوقف عن هذا الدعم خشية إتهامها بمساندة الإرهاب ولن نكون حسني النية هذه المرة ما لم يتراجع عباس عن تصريحاته العدائية ضد حركة المقاومة أو حكومة حماس وبهذا التصريح أراد إن يقدم عباس خدمة عظيمة لهؤلاء الأفاقين والمخمورين والمهووسين ضد كل ما هو إسلامي وعربي من أجل سلطة ناقصة وسيادة منزوعة أو تنفيذ ايدولوجية وأجندة صهيونية استعمارية إمبريالية يكون رئيس ما يسمي بالسلطة هو احد أطرافها من اجل الإستقواء بهؤلاء العنصريين كما أن هذا التصريح يأتي متناغما مع ما نسمعه اليوم من حالة الهذيان التي يثيرها الأرعن الصغير بوش وإدارته المتصهينة وخليفة الدوبلير البريطاني براون والرئيس الفرنسي المتصهين ساركوزي من الخطر الذي يتهددهم من التنظيم الإرهابي ( القاعدة ) وأكاذيبهم وخداعهم من الترويج لذلك من أجل القضاء علي المقاومة العراقية الباسلة والتي حققت ما لم يتوقعه الأمريكان وإظهار ما يحدث علي ارض الرافدين من المقاومة باعتباره إرهابا من القاعدة وهذا هو بيت القصيد وان ما ادعاه عباس يفتقد إلي أي أرضية من الواقع كما أن حكومة حماس المقالة قد نفت من قبل و بشدة تلك الإدعاءات وقال المتحدث باسمها وشدّد على أنه "لا توجد أي علاقة بين حماس والقاعدة معتبرًا أن عباس يحاول خداع الرأي العام العالمي ليحصل على تأييدا لمطلبه السابق بنشر قوات دولية في غزة و جدير بالذكر أن حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد الانقلاب الذي جري بين السلطة وحركة حماس كانت محل إنتقاد من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة " أيمن الظواهري " الذي اتهمها بالسعي إلي السلطة ودخولها العملية السياسية وترك المقاومة وطالبها بالعودة ثانية إلي صفوف المقاومة فمن المعروف أن هناك اختلافات ايدولوجية كثيرة بين فكر القاعدة وفكر الحركة الإسلامية حماس لايلتقيان إلا في هدف واحد هوالتصدي للمشروع الصهيوني و الأمريكي ولكن لكل منهما منظور مختلف ويبقي السؤال وهو كيف يأتي هذا الكلام علي لسان عباس ولم نسمعه علي لسان بني صهيون ؟ ولذا نقول بان ماجاء علي لسان عباس سوف يأتي بنتائج عكسية لما يراد تحقيقه وتكسب حركة المقاومة تعاطفا شعبيا وجماهيريا في الشارع العربي وان ما يقوله عباس هو تحريض للقضاء علي الشعب الفلسطيني مع سبق الإصرار والترصد ..