النهــضــــة الايــــــرانــــــية وفــــــــرق الكشـــــــافــــة العـربيـة
أن ما تقوم به بعض بلادنا العربية من مناورات او عروض عسكرية لاستعراض قدرات جيوشها بين الحين والآخرهذا إذا ماحدث فهو مثير للسخرية والحزن والخوف علي ما وصلت اليه جيوشنا العربية التي لم يعد لها اي وجود وتحولت في ظل التبعية والقطب الأمريكي الأوحد الي فرق للكشافة والجوالة شبيهه بما كان موجوداً قديماً في مدارسنا الأبتدائية ، وأن من يصور لنا بان جيوشنا تحولت في ظل السلام مع الصهاينة الي جيوش أنتاجية في مجال التصنيع والتنمية و تقديم الخدمات فهذه خديعة كبري فلم تعد الجيوش في ظل سلام الشجعان تقدم شيئا في زمن السلم سوي بعض الأحتفالات الراقصة التي يحضرها بعض الفتيان والفتيات من الشباب الروش وإن كنت لا أعلم معني كلمة روش ، وإذا ما قارنا بين ما تقوم به اليوم فرق الكشافة ( الجيوش ) في بلادنا العربية وما تقوم به القوات الأمريكية من مناورات عسكرية في مياة خليجنا العربي او ما تقوم به دولة الكيان الصهيوني من إستعراض لقدراتها العسكرية كان آخرها أكبرمناورة عسكرية لجيشها بالذخيرة الحية والمقاتلات الحربية والأعداد لسناريوهات ضرب سوريا ولبنان ،خلافا علي ما تقوم به الدولة التركية او الجمهورية الأسلامية إيران بين الحين والآخرفهذا يدعونا الي القلق والخوف علي مصيربلادنا وما وصلت اليه حالة جيوشنا العربية ، فمثلا ما تقوم به الجمهورية الأيرانية من مناورات عسكرية لقواتها المسلحة ولقدراتها العسكرية بين الحين والآخرباستخدام أحدث أنواع الذخيرة والأسلحة الحية من هجومية ودفاعية مع عرضها لأحدث أنواع الأسلحة التي دخلت الي الخدمة من صواريخ و غواصات وطائرات وذلك تحديا لما تقوم به أمريكا والغرب وإسرائيل من تهديدات لضرب أيران فهذا يدعو الي أن يفتخر الشعب الإيراني كله من أصغر سلطانية الي أكبر سلطانية بما وصلت اليه الجمهورية الإيرانية اليوم علماً باننا لسنا معنيين بطريقة نظامها السياسي الذي يقوم علي ولاية الفقيه ، فعلي الرغم ما تتعرض اليه إيران اليوم من ضغوط الدول الغربية وأمريكا والكيان الصهيوني و محاولتهم إثارة الفتن والنعرات الطائفية بين طوائف الشعب الإيراني للانقضاض و الإنتفاض علي نظام الثورة الخمينية وتغييره بالقوة وإستبداله بنظام سياسي علماني عميل علي غرار النظام الحالي في العراق إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ، ومع كل هذا فقد نجحت الجمهورية الأيرانية في كسب كل الجولات بل وتفوقت علي كل الدول العربية مجتمعة وأصبحت منافساً ولاعباً رئيسياً ومحركاً أقليميا كبيرًا في كثيرمن قضايا الشرق العربي ، فقد تفوقت طهران علي دولنا العربية في مجال التسلح وتطويره وتنمية قدراتها العسكرية في الوقت الذي ما زلنا نعتمد علي التسليح الأمريكي الفاسد الذي يستنفذ قدراتنا ويعطل أفكارنا ويدمر أقتصادنا مقابل ما تسلمه الينا من معونات و من أسلحة خالية من التكنولوجيا الحديثة ، فقد أعلنت طهران عن تدشين خطي إنتاج لطائرات بدون طيار قادرة علي القيام بعمليات المراقبة والهجوم بدقة عالية وأطلق عليها أسم " وعد "وأن هذه الطائرات قادرة علي تنفيذ مهام الكشف والمراقبة والهجوم بدقة متناهية وأن الإنتاج الوفير من هذه الطائرات وإدخالها مجال الخدمة العسكرية سوف يزيد بالتاكيد من قدرة الأستكشاف والمراقبة والدفاع عن نفسها من آي تهديد صهيوني او أمريكي ، كما أن تزويد الترسانة الجوية الإيرانية بطائرة من طراز "فجر2" والتي تبلغ سرعتها الي 320 كيلو متر في الساعة حيث يتم تصنيعها داخل البلاد ووفقا لمواصفات "جار الدولية " بل وأعلنت طهران بانها سوف تكشف في الفترة القادمة عن نظام دفاع جوي مُصنع محليا له علي الأقل نفس قدرة نظام "اس 300" الروسي المضاد للصواريخ وربما يكون الأفضل كما أعلنت أيران عن نجاح طائرة مراقبة شبح قادرة علي مروغة الرادارات وسوف يتم الشروع في تصنيعها وأطلق عليها أسم " شيطان البحر" هذا بالأضافة الي أن الجيش الإيراني كشف النقاب عن إنتاج سلاح مضاد للطائرات الآباتشي سيحد من قدرات الطائرات الهليوكبتر الأمريكية هذا بالأضافة الي تفوق أيران عن العالم العربي في مجال الفضاء و الطاقة النووية وقدرتها علي تنفيذ برامجها النووية سواءا كانت في المجال السلمي او المجال العسكري وذلك باعتبار أن هذا هو حقها الطبيعي وعلي الرغم من كل الضغوط التي تمارسها أمريكا وحلفائها من الدول الغربية والعربية لوقف برامجها النووية إلا أن أيران تتطور يوما بعد يوم لتصبح الأزمة الآهم والآخطر التي تشغل العالم علي الرغم ما تملكه أمريكا من وسائل للضغط والقوة إلا أنهم لم يستطيعوا السيطرة علي دفة الحوار معها ولم تفلح معها اي وسائل من وسائل التهديد والوعيد ومازالت طهران ماضية في طريقها لا تلتفت ورائها وتحاول كسب مزيداً من الوقت دون أن تتوقف عن تنفيذ خططها النووية مؤكدة بانها لن تتراجع عن المضي قدما في إنتاج وتخصيب اليورانيوم عالي التخصيب بالأضافة الي عزم أيران علي بناء عشر منشأت جديدة للطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم في العام القادم ، إذن لم يبقي أمام إدارة الرئيس الأمريكي اوباما اي أوراق جديدة سوي ورقة العقوبات الأقتصادية ، ولا يبدو أن فرض العقوبات علي أيران سوف يكون أمراً سهلاً وأن قيام أمريكا او إسرائيل باي عمل عسكري علي أيران سوف يكون خياراً صعباً في ظل غرق الإدارة الأمريكية حتي أُذنيها في المستنقع الأفغاني والعراقي في ظل أزمة أقتصادية طاحنة كما أن قيام الكيان الصهيوني بعمل عسكري منفرد علي أيران هو من المستحيل لصعوبة هذا الخيار في ظل تنمية وتطور قدرات أيران العسكرية وأمتلاكها قوة ردع تستطيع أن تطول أهدافا لقواعد عسكرية أمريكية في الخليج هذا بالأضافة الي أنتشار المواقع النووية الإيرانية علي مساحات شاسعة يصعب تدميرها بضربة جوية واحدة . أن القطيعة والخصومة بين إيران الإسلامية وآي دولة عربية ليس ما يبررها لانهم أخوة لنا في الدم ، والدين ، والكفاح المشترك ، و أيا كان الأختلاف في التوجهات ، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن السلام مع أعدائنا نقاطع ونتخاصم مع من يلتقي معنا في ثقافتنا وديننا لقد وقعنا مع أعدائنا إتفاقيات ومن باب أولي يكون هناك صداقة وشراكة وتفاهم مشترك بيننا نحن العرب وإيران لان لا أحد يستطيع أن ينكر دورها الأقليمي الكبيرفي المنطقة والتي تعمل من أجل خلق وضعية فاعلة علي أرض الواقع ،إسرائيل أصبحت هي محرك اللعبة في منطقتنا العربية لتكون فيها هي المنتصر الوحيد ولذا ينبغي أن تتلاقي المصالح ،العربية ،والإيرانية، والتركية،والسورية، والمصرية ،والماليزية ،والأندونسية، والفنزويلية والبولفية، وأن نفكر في الخروج من المآزق الخطير الذي لن يخرج منه ولن يربح أحد من ورائه سوي الكيان الصهيوني ، نحن العرب لا نكف عن الحديث بوجود مؤامرات إيران الوهمية نحونا ولا حديث لنا إلا علي فزاعة إيران في الوقت الذي لا نتحدث فيه عن إسرائيل العدو المتربص بنا ويملك ترسانة نووية تشكل أكبر خطر علي المنطقة فما الذي يمنع من قيام علاقات وتواصل عربي إيراني علي خلفية مشتركة مع إحتفاظ كل دولة بمصالحها الخاصة او برؤيته الذاتية بدلا من إعلان حروب لا طائل منها ولا مستفيد سوي أعداء الأمة فهل يأتي هذا اليوم قبل فوات الأوان.
الـــوعـــي الـعـربـي