إزدواجيــــة المعــايير العـــربيـــة بين رفــض الاحتلال وقبـــول الحــرب علـــي إيران
تحاول أمريكا وأسرائيل جاهدتين في شق الصف العربي وتحاول أيضا في حشد أصواتا عربية لا نشكك أبداً في وطنيتها وأخلاصها لقوميتها وعروبتها وأسلامها وحسن نواياها ،ولكن دائماً ما يعمل أعداؤنا علي خلط أوراقنا لصالح مشاريعهم الإستعمارية ، ولهذا يحاول أعداء الأمة في إستثمار هذه الأصوات الوطنية وحشدها للترويج لحربه القادمة والمعلنة علي الجمهورية الأسلامية إيران ووقوفها جنباً الي جنب مع الطابور الخامس المأجور من إعلام المارينز العربي الذي يحاول توظيف الوضع الإيراني ويصوره لنا علي أنه هجمة فارسية ومجوسية علي العروبة والأسلام ولذا يسعي هؤلاء المروجون الجدد للمشروع الأمريكي عن طريق تعظيم وتهويل حجم الخطر الإيراني علي الأمة العربية والإسلامية مقابل غض الطرف عن الخطرالصهيوامريكي ، ومن غير المعقول او المقبول نجد من يقف ضد الأطماع الصهيوامريكية ويدعم المقاومة الوطنية ويقف في وجه الإحتلال والغزاه في العراق وفلسطين ولبنان ويستخدم سلاحه وقلمه ضد الغزاه والمحتلين نجده يقف مع الأمريكان والصهاينة دون قصد في ذات الخندق الذي يدفع نحو الأتجاه الي إعلان الحرب علي إيران وتدميرها والعودة بها الي العصر الحجري كما حدث في العراق ، نحن نتفهم جيداً انه من الممكن أن نختلف مع سياسات النظام الأيراني او لا نتفق معه مطلقاً في غالبية الأمورولكن لايمكن أن نقف مع ما تريده إسرائيل وأمريكا و ليس معقولاً ولا مقبولاً أن ننساق وراء الضغوط الأمريكية والدعايات الصهيونية ونتخذ من إيران عدواً ونتغاضي عن العدو الحقيقي للأمة العربية ، واليوم يبدو جلياً أن هناك تحركات ذات طابع عسكري من بينها نشر أنظمة صاروخية أمريكية في منطقة الخليج العربي ولقاءات عسكرية تجري بين مسئولين أمريكيين وصهاينة وبين مسئولين كبار في المنطقة العربية فضلا عن مناورات ذات طابع خاص هنا وهناك تنبئ بالإستعداد لمواجهة عسكرية مرتقبة مع النظام الأيراني وعلي أكثر من جبهة بهدف كسر شوكتها ووقف طموحاتها وتنمية قدراتها التكنولوجية من أجل عيون دولة الكيان الصهيوني ومشروعها لقيادة المنطقة العربية ، لقد دأب إعلام المارينز العربي متعمداً و بعض من نثق في حسن نواياهم المخلصة دون قصد علي ترديد ما يروج له العدو الصهيوني من أن إكتساب إيران لقدرات تكنولوجية نووية سوف يهدد أمن العرب والمنطقة العربية وأن إيران سوف تكون شوكة في ظهر العرب ومن هنا فإن التحركات الأمريكية الواسعة في المنطقة العربية والتحريض الإسرائيلي المعلن باتجاه إيران لبذل مزيد من تشديد العقوبات عليها ، أو إستهدافها عسكريا لعرقلة برنامجها النووي يدفعنا كعرب إلى النظر بارتياب شديد لمثل هذه الجهود الشريرة التي تصب في خانة بقاء الكيان الصهيوني القوة النووية الوحيدة في المنطقة ، وعدم إيجاد قوى أخرى تخلق حالة من توازن القوة إذا أحسنا إستغلالها فستصب في خدمة مصالحنا القومية ، إيران أبداً مهما حاول البعض ومهما أرتفع سقف طموحاتها لن تكون أبداً شوكة في ظهر العرب كما يروج لذلك أبواق المارينز العربي والصهيوني والأجدر علي العرب أن يقفوا في وجه الإبتزاز الغربي لايران او أن يتحلوا بالحد الأدني من الحياد والخجل في تعاملهم مع الأحتلال الأمريكي في العراق والأحتلال الصهيوني لفلسطين فالخطر الحقيقي الذي يحيط بنا من كل جانب هو ما يملكه الكيان الصهيوني من ترسانة نووية ، إذن كل الشواهد تقول بان الأمر لا يقف عند هذا الحد ولكن هناك تحركات تصب لفرض مزيد من العقوبات الإقتصادية القاسية علي إيران لتؤدي الي زيادة عزلتها الخارجية والداخلية وبذلك تحاول الإجهاز عليها ، والمتابع لتصريحات كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية تذهب الي هذا الطريق فكل من أمريكا والكيان الإسرائيلي والغرب يحاولون إثارة العالم العربي عن طريق بث مخاوفهم ناحية إيران وفي ذات السياق نفسه تاني المواقف الأوربية لاسيما فرنسا والمانيا ولاندري ماذا سيتغير بعد زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو لموسكو، ومع كل ذلك فهذا لا يعنينا لان إيران لديها القدرة علي المراوغة وتجيد فن الشد والجذب الذي لا نجيده نحن العرب،وأن التصعيد ضد إيران ليس جديداً وليس وليد اليوم علي السياسة الأمريكية فمنذ قيام الثورة الأسلامية في إيران وأمريكا تطبق سياسة العقوبات ، ولكن أن أهم ما يعنينا في الأمرهومحاولة دفعنا الي تصعيد المواجهات بين العرب و إيران لتوسيع الفجوة وإستغلال ذلك كغطاء دولي لحشد كل الطاقات العربية بهدف تغيير النظام علي غرار ما حدث في العراق والذي أنتهي بغزو وإحتلال وإعادة تمركز للقوات الأمريكية في المنطقة وكل هذا حدث بمباركة عربية ونحن من جانبنا نحذر من إنزلاق أنظمتنا العربية والدخول مرة ثانية في تحالفات شيطانية من شأنها إحتلال أمريكي وصهيوني لدولة كبيرة ولاعب أقليمي مهم فايهما أكثر خطراً علينا وعلى مصالحنا في الحاضر والمستقبل العدو الصهيوني أم إيران؟ الحذر الحذر ممن يبثه هؤلاء الأفاقون المخربون وألا ننساق وراء هذه الجوقة الضالة الذي تدفع بنا الي الإنجرار العنصري لطائفة او مذهب علي أساس ديني او عرقي او طائفي لان الترويج لهذه الإدعاءات الكاذبة هي التي تساعد علي إذكاء نيران الفتنة بين طوائف الشعب الواحد وتصب أخيرًا في خانة الأعداء فقد تواطأت هذه الأنظمة مع الغرب في الحرب علي العراق فاثمرت عن بقايا دولة العراق الجديد أسمها اليوم العراق المحتلة ، إسرائيل يا سادة تريد أن نحمل عنها راية الجهاد و إعلان الحرب علي النظام الإيراني الذي راهنت عليه ومازالت تراهن علي أسقاطه عن طريق أنتفاضة الشعب الإيراني مما يوفر عليها أعباء الغزو الخارجي ولكن يبدو أن هذا الرهان قد خسرته أيضا والأمل علينا نحن العرب لكي نكون وقوداً لحرب لن تنتهي وسوف يدفع ثمنها أول من يدفع نحن العرب ومن يدق طبول الحرب ويرغبون في تحويل المنطقة العربية الي مستوطنة صهيونية كبيرة تابعة لدولة اسرائيل الكبري تحت شعارالتغيير ،وأخيراً نود أن نوجه رسالة الي من وصفناهم بالمخلصين والوطنيين من هذه الأمة لاتخدعنكم هذه السياسات الشيطانية ولا تدعوا هؤلاء الشياطين إستغلال رفضكم للسياسات الإيرانية باعتباره مدخلا للحرب علي هذا البلد فما الفرق إذن بين من روج لغزو أمريكا للعراق وأعتباره تحرير ومن يروج اليوم لاعلان الحرب الأمريكية والصهيونية علي إيران فكلاهما واحد ،ولماذا هذه الازدواجية في الفهم؟ وما هو النظام البديل في حالة سقوط النظام الإيراني القائم ؟ أليس هم عملاء أمريكا وأسرائيل بالوكالة و الذين يحكمون العراق اليوم ونرفضهم ونعارض تواجدهم ؟ الولايات المتحدة واسرائيل تسعيان جاهدتين لتعميق الصراع المذهبي في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة، وبين السنة والعلويين ،وبين المسلمون والمسيحيون ويلاقي هذا المسعى دعماً وتشجيعاً من أقلام عربية وقيادات عربية أرتهنت للأجنبي وسخرت نفسها لهذا الغرض، وهي نفسها التي "تبشر" اليوم بالخطر الإيراني "الفارسي" "الشيعي" "الصفوي"، وهي نفسها التي دعمت الولايات المتحدة لإسقاط صدام حسين الذي تصدى، وفقا لمفهومهم، للخطر "الصفوي الايراني ، علينا ألا نخسر إيران ونكسب إحتلال أمريكي وأسرائيلي لكل من مصر والسعودية واليمن و العراق و سوريا و فلسطين ولبنان والسودان والصومال ، في حين أن منطق العقل والمصلحة يقول بضرورة الأنفتاح على هذا القوة الإقليمية المهمة، وإيجاد صياغة لأرضية مشتركة ، وربما لتحالف إستراتيجي ، خاصة أن ثمة ما يهيئ لمثل هذه الخطوة من جوار جغرافي ومشترك ثقافي وعقائدي ومصالح متقاطعة وعدو واحد"إسرائيل" وأمريكا بالإضافة إلى فك الإرتباط بكل من أمريكا وإسرائيل التى تتعارض مصالحهما معنا بل وتتصادم مع مصالحنا الوطنية والقومية
الـــوعـــي الـعـربـي