الأحد

اسرائيل النووية .. والجارديان البريطانية
                                     

كنا قد تناولنا في مقالنا السابق موضوعا تحت عنوان الأسطورة النووية والأكذوبة الإسرائيلية واتفاقاً منا علي الرؤية التي طرحها السيد أنيس النقاش مع الإعلامي القدير عمرو ناصف في" برنامج وماذا بعد ؟"الذي تقدمه قناة المنار اللبنانية والتي فند فيها النقاش المزاعم التي تتحدث عن أمتلاك الدولة الصهيونية للسلاح النووي وأكد عدم قدرة إسرائيل علي امتلاك هذا النوع من أسلحة الردع وقد اتفقنا مع ما ذكره السيد أنيس النقاش وقلنا بان كل مايصدر من دعاية عن أمتلاك إسرائيل لهذه الأسلحة ما هي إلا دعايات تأتي ضمن أطار الدعاية المسمومة التي تخرج عن دوائر صهيونية وذلك لبث الرعب في نفوسنا علي الرغم من أننا لا نستطيع أن ننكر التقدم الهائل لقدرات إسرائيل العسكرية المدعومة من أمريكا ، وقد كان هذا الموضوع بمثابة القاء الحجر في بحيرة من الماء الراكد فلم يمر وقتاً طويلاً علي ما تم طرحه حتي خرجت علينا صحيفة الجارديان البريطانية هذا الأسبوع لتؤكد المزاعم التي تتحدث عن أمتلاك إسرائيل لاسلحة ورؤوس نووية وذلك من خلال نشرها وثائق موثقة و صادرة من حكومة جنوب أفريقيا تؤكد بان إسرائيل عرضت بيع رؤوس نووية لحكومة الفصل العنصري لجنوب أفريقيا عام 1975 و لهذا نقول أن ما تم إعلانه جاء ليصب في ذات السياق وضمن الحملة الصهيونية الترويجية الدعائية التي تتحدث عن أمتلاك إسرائيل لاسلحة ردع نووي والغريب في الأمر أن ما أعلنت عنه صحيفة الجارديان البريطانية جاء في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي مراجعة ومراقبة إسرائيل لما تمتلكه من أسلحة نووية وفي وقت تحاول إسرائيل الإدعاء بانه حتي في حال أمتلاكها أسلحة نووية فانها تعتبر قوة مسئولة لا يمكن أن تسئ أستخدام هذه الأسلحة علي عكس الجمهورية الإسلامية إيران التي لا يمكن الوثوق بها ، صحيفة الجارديان أشارت الي وثائق أعلن عنها أكاديمي امريكي يهودي من أصل جنوب أفريقي أسمه "بولانكو سورانسكي " أعترف فيها بان إسرائيل عرضت بيع رؤوس نووية علي حكومة بريتوريا العنصرية عام 1975 وقدمت المكون الذي يمكن من تفجير أسلحة نووية حرارية ولكن صفقة السلاح النووي لم تكتمل، فيما يعد هذا هو أول دليل رسمي موثق يشير الي أمتلاك الدولة الصهيونية السلاح النووي، ولكن يبدو أن الجارديان البريطانية فقدت ذاكرتها او نسيت باننا لنا ذاكرة نووية وأنها ليست المرة الأولي التي تعلن فيها الصحيفة هذه المزاعم فقد أعلنت الصحيفة من قبل وبالتحديد في ينايرعام 1988 خبرا مفاده بان إسرائيل وحكومة بريتوريا العنصرية إشتركا في برنامج لانتاج نوع خاص من الأسلحة النووية يناسب ظروفهما العسكرية ، إسرائيل تملك أسلحة نووية وما الغريب في ذلك ؟ كل يوم نسمع ذلك ، إذن ما الجديد في الأمر الذي يدعو الي مثل هذه الأمور الدعائية ؟ نحن من جانبنا نقول ونعتقد بان لا أحد يستطيع أن ينكر او يقلل من قدرات إسرائيل العسكرية وتطورها ولكن ليس علي المستوي الذي تقدمه لنا آلة الإعلام الصهيونية ، أن وسائل الإعلام الصهيونية ومن ورائها وسائل إعلام أمريكية وأنجليزية تعمل معا لمصلحة إسرائيل وبتنسيق واضح وظاهر بينهم وفي أوقات متناسقة فجاءت التصريحات بعد أن حققت إسرائيل غايتها ومكملة بعضها البعض علي نسق واحد وعلي وتيرة واحدة هدفها بث الرعب في نفوس العرب والمسلمين وبيان القدر الذي وصلت اليه قوة اليهود وأن سلاحهم فقط لاعداء اليهود ، إسرائيل لم تستطع ولم تجرؤ علي الإعتراف المباشر بامتلاكها لاسلحة نووية وما زالت تنفي ما أعلنه "سورانسكي" وذلك حتي تظل قوة نووية خفية تثير الرعب في نفوسنا وبذلك تحقق إسرائيل ما تريده بدون أن يكلفها ذلك شيئا فلذا خرجت دوائر إعلام وثيقة الصلة باسرائيل وبالوكالة عنها في تسريب هذه الأخبار والذي جاء في هذا التوقيت ضمن حملة ترويج إعلامية تقودها منظمات صهيونية أمريكية وبريطانية للتاكيد علي دعم قوة إسرائيل وأن يحيطوا العرب بانهم أصبحوا قوة نووية هائلة حتي يبثوا الرعب والصدمة والترويع في نفوسنا ويحققوا سلام مالك القنبلة النووية مع من لا يملكها ، إسرائيل تخشي إيران ولذا هي تسابق الزمن من أجل أمتلاكها سلاحا نوويا يكون سلاحا رادعا لاي قوة تهدد تواجدها ولهذا تحاول وقف قدرات إيران النووية وتدميرها قبل أن تخرج الي الوجود وإحداث التوازن المطلوب وهذا ما أكد عليه نتنياهو بقوله بان الخطر الإيراني يزداد ولا يمكن تغيير المفاهيم لنظام أصولي متطرف وأشار الي أن التهديد الإيراني يعتبر من أكبر المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل وأنها تسعي للوقوف ضد كل الدول الإسلامية والعربية حتي لو كانت بعيدة عن حدودها وذلك بالردع النووي الذي ربما لم تتوصل اليه حتي اليوم ولم ترجح كفة الميزان الإسرائيلي علي الميزان الإيراني ولهذا وصل بهم الي حد الهلع من قدرات إيران التي توصلت اليها في تطوير قدراتها النووية ولكن يبدو أن أسلحة إسرائيل النووية هي دعاية صهيونية .
الـــوعـــي الـعـربـي