الخميس

حقيقة إسرائيل النووية


كنا قد تناولنا في القسم الأول من المقالين السابقين حقيقة الأسطورة الإسرائيلية التي تؤكدعدم أمتلاك إسرائيل للسلاح النووي وأن هذه الأكذوبة قائمة علي مزاعم وإدعاءات إعلامية صهيونية لبث الرعب في نفوس العرب والمسلمين لفرض هيمنتها وسيطرتها علي الأمة العربية وكنا قد فندنا تلك المزاعم التي تؤكد عدم قدرة إسرائيل في التوصل الي أسرار القنبلة الذرية حتي اليوم ، ولكن في المقابل كان لزاما علينا أن نقدم الطرح الآخر الذي يتحدث ويؤكد علي أمتلاك إسرائيل وتوصلها الي أسرار القنبلة النووية بل وتُعد سادس دولة نووية في العالم ولديها ما لديها من رؤوس نووية وصواريخ قادرة علي حمل هذه الرؤوس ، و حتي يكون المواطن العربي علي بينه من أمره وعلي دراية كاملة بما يرتكبه اليهود الصهاينة ومن يدعمهم وأنهم لا أمن ولا سلام معهم ويجب أن نتعامل معهم بالمثل وهو منطق القوة لا منطق السلام والخيار الإستراتيجي فكان لابد من تفنيد هذا الطرح ، فالثابت في رآي هؤلاء من خلال التسلسل التاريخي لهذا الكيان الطفيلي ومنذ أن وضع اقدامه علي الأرض العربية أن إسرائيل هي كيان ديني عنصري ذات طابع سياسي وديني وأن هذا الكيان يبني قوة عسكرية قادرة علي ردع اي أعتداء سواء كان عربيً او أسلامياً علي الرغم أن كل الوقائع التاريخية تؤكد أن العرب والمسلمين دعاة سلام وليسوا دعاة حرب إلا لمن اعتدي وبغي بالمقابل هم ناقضي العهود والمواثيق وقتلة الأنبياء علي مر العصور، كما أن أمريكا ودول غرب أوربا لاتضن علي هذا الكيان باي شئ حتي القنبلة النووية والتي أستطاعت إسرائيل الحصول علي أسرارها من هذه الدول سواء كان بالطرق المشروعة او عن طريق سرقة المعلومات من خلال عملائها الذين تزرعهم في مختبرات هذه الدول وأن الواقع يؤكد علي أنها تسعي منذ نشأتها لامتلاك أسلحة نووية بل وبناء ترسانة نووية قادرة علي ردع اي قوة في العالم وذلك لما لديها من هواجس أمنية وعقائدية تتحدث عن زوال دولتهم في يوم من الأيام، ولهذا تسعي إسرائيل من خلال أمريكا والغرب الي بناء قدراتها النووية ومدها بكل ما يلزمها من أجل هذه الصناعة كما تشير بعض الوثائق التاريخية التي يستدل بها علي توصل هذا الكيان وقدراته في أمتلاك أسرار السلاح النووي وتشير هذه الوثائق التاريخية والتي خرجت عن قصد او عن غير قصد الي النرويج التي قامت بمد إسرائيل في عام 1958 بالماء الثقيل اللأزم لصناعة القنبلة النووية وفي أغسطس من عام 1966سارعت أمريكا الي الإتفاق مع إسرائيل علي نزويدها بمادة اليورانيوم اللازم لمفاعلها الذري الذي ساعدها الفرنسيون علي بنائه وبذلك أستطاع الكيان الصهيوني أمتلاك مكونات القنبلة الذرية مما دعا إسرائيل الي عدم توقيعها علي معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية عام 1968 وفي نوفمبر من عام 1974وقعت إسرائيل وأمريكا أتفاقا بمقتضاه تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد إسرائيل بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل نووي ،وفي أغسطس من عام 1977أعلنت أمريكا عن أختفاء كميات من المواد النووية المشعة من معاملها الذرية وأشارت أصابع الإتهام في سرقة هذه المواد الي إسرائيل عن طريق جواسيسها وإن كان الأمر يبدو علي أنه مسرحية هزلية ، وفي عام 1977 كانت مصر أول من أشارفي موتمر لاجوس الي التعاون النووي بين أسرائيل والنظام العنصري في جنوب أفريقيا وكان لاسرائيل عدة سوابق إجرامية وأرهابية منها إغتيال علماء الذرة المصريين الذين برعوا في مجال التقنية النووية وكذلك ما جري من تدمير المفاعل النووي العراقي عن طريق الطائرات التي أغارت علي بغداد في الثامن من يونيو 1981 ودمرته تدميراً كاملاً حتي تحقق إنفرادها بالسلاح النووي ، ومن خلال التسلسل التاريخي أيضا يؤكد الذين يقرون بامتلاك إسرائيل للسلاح النووي بانه في عام 1987 أجمع عدد من الخبراء الأمريكيين علي أن أسرائيل تملك بالفعل عدداً كبيراً من رؤوس نووية علي الرغم من إعلان مخاوفهم من أمتلاكها لهذا النوع من هذه الأسلحة ومما أكد هذه الحقائق ما جاء في تصريحات موردخاي فعنونو الذي أمضي أعوام في مفاعل ديمونه والذي أنتهي الي أذاعة أسرار تتعلق بامتلاك إسرائيل ما بين 100 و300 رأس نووي ومن ثم تم خطفه في عملية مخابراتية تمت وقائعها خارج إسرائيل وتمت محاكمته وسجنه الي أن تم الأفراج عنه ، وفي ذات العام من 1987 دخلت إسرائيل مرحلة التجارب النووية وأصبحت قادرة علي أطلاق صاروخ مداه 1500 كيلو متر ويستطيع حمل رؤوس نووية وصولا الي تطويرها صاروخ ذي رأس نووي باسم أريحا/ 2 ، وفي أكتوبر 1989أكدت الولايات المتحدة الأمريكية وجود تعاون بين إسرائيل وحكومة بريتوريا العنصرية السابقة لتصنيع صواريخ قادرة علي حمل رؤوس نووية تقوم فيها حكومة جنوب افريقيا بتزويد إسرائيل بمادة اليورانيوم المخصب لاستخدامه في المفاعلات النووية وكان هذا بمثابة الإعتراف الصريح من أمريكا عن طبيعة ربيبتها إسرائيل في تطوير قدراتها النووية ، وفي عام 1991صدر كتاب في الولايات المتحدة الأمريكية باسم علاقات خطيرة يكشف فيه المؤلف عن حقيقة العلاقات السرية بين أمريكا وإسرائيل وتحدث فيه عن سرقة او تهريب 100كيلو جرام من اليورانيوم المخصب من مفاعل نووي أمريكي ووصوله الي مفاعل ديمونه . يقول بعض من يؤكد علي إمتلاك إسرائيل لكل أنواع الأسلحة من أسلحة الدمار الشامل الي القنبلة الذرية بان إسرائيل ليست قانعة بما لديها من قوة عسكرية تقليدية بل أنها تسعي للحصول علي المزيد لتطوير قدراتها التدميرية بحجة أنها تتعرض للخطر من دول العالم العربي والإسلامي مما يهدد في وجودها ، اسرائيل تريد أن تفرض شريعتها علي العالم بما فيهم أوربا وأمريكا ومن ساعدوها في الخروج الي الوجود والإعتراف بها من كيان طفيلي لقيط الي دولة تهدد وتعربد لاحدود لها ولاشريعة ولا قانون ، وعلي الرغم من أمتلاك إسرائيل وتفردها النووي ورفض وضع منشأتها النووية تحت تصرف المراقبة الدولية إلا أنها تسعي الي غل يد الدول الإسلامية والعربية في أستخدام التقنيات النووية حتي لو تعلق الأمر بالمجال السلمي او العلمي ولهذا وصلت إسرائيل وأمريكا والغرب الي هذه المرحلة من الهوس والجنون لما توصلت اليه الجمهورية الإسلامية إيران من تقدم في مجال التقنية النووية الذي تسعي إيران الي تطويره وتسعي إسرائيل وأمريكا الي وقف هذه البرامج بالقوة حتي لو كلفهم ذلك إعلان الحرب وفتح ابواب جهنم علي الدول العربية باكملها ولعل كل الحقائق السابقة وكل تصرفات الكيان الصهيوني الإجرامي قادرة وكفيلة علي أن تقطع بانها لن تسعي الي سلام معنا طالما كان لديها سلاح ردع جهنمي وشيطاني
الـــوعـــي الـعـربـي