الخميس


                   عمرو مـوسى وأقـراص الشجاعـة                                                              
            
         

نتفهم نوايا البعض من اجـل  كسر الحصار علي غزة والشعب الفلسطيني فمنهم من له في ذلك نوايا حسنة ،ومنهم من له نوايا سيئة وأراد بقضية الحصار تهميش وتقزيم القضية الفلسطينية الي الدرجة التي تنحسر فيها قضية العرب الي أدني مطلب لهم و التي يطالبوا فيها بكسر الحصارعلي غزة فقط ، وحتي لا نتُهم باننا من أنصار نظرية المؤامرة نحن نثمن اي تحركات عربية اوإسلامية او عالمية من أجل كسر الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الحصار المر والظالم منذ أكثر من أربع سنوات علاوة علي مرارة الإحتلال نفسه ، ولقد جاءت زيارة السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية لتصب في أتجاه من لديهم النوايا الحسنة لهذه الزيارة التي قام بها الي غزة الأسبوع الماضي إلا أن هذه الزيارة جاءت مخُيبة للأمال بل ومحُبطة وتأخرت عن موعدها أربع سنوات من الحصار الظالم والجائر من العدو والشقيق بل ولم تقدم هذه الزيارة اي جديد يُذكر اللهم شعارات وتصريحات أعتدنا عليها من السيد عمرو موسي أطلاقها في مثل هذه المواقف فقد أكد في تصريحاته العنترية دعم الجامعة العربية للشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار وضرورة فتح كل المعابر للتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني مؤكداً علي أن المصالحة الفلسطينية تمثل أولوية مطلقة للشعب الفلسطيني ، ماذا كان ينتظر السيد عمرو موسي حتي جاء ليكسر الحصارعن الشعب في غزة وماذا فعلوا من اجل المصالحة؟ وهل كان السيد الأمين العام للجامعة العربية ينتظر هذا الأعتداء الهمجي علي قافلة الحرية وهذه الجريمة التي تضاف الي السجل الأسود لعتاة الإجرام الدولي ، ام كان في إنتظارموافقة اسرائيلية تسمح له بدخول غزة ،أن السيد عمرو موسي ومنذ واقعة دافوس الشهيرة وخروج السيد رجب طيب اردوغان من هذا المنتدي أعتراضا وتضامنا مع غزة و علي ما قاله مجرم الحرب شيمون بيريز دفاعا علي ماقامت به إسرائيل من عدوان بينما ظل السيد عمرو موسي جالسا مكانه لم يستطع ترك القاعة وظل جالسا بجوار السفاح ولم نشاهد للجامعة او أمينها اي تحرك تجاه غزة ،وأين كانت الجامعة العربية وأمينها العام بعد العداون والخراب الذي أحدثته آلة الحرب الهمجية في غزة ؟ ومن ثم حضور اكثر من ثمانون دولة من العالم المتحضرالي شرم الشيخ ليستعمل وجهه القبيح مع الإحتلال مرة اخري لكي يواصل عملياته الوحشية تحت شعار إعادة أعمار ما دمره العدوان في غزة وقد تم الأنفاق علي هذا المؤتمر ما كان يكفي لاعمار غزة بالغعل ،ولكن لم يسفر هذا المؤتمر عن اي نتائج تذكر وأخيراً أنفض مولد سيدي شرم الشيخ لاعادة أعمار غزة وتم إغلاق المزاد ونفض الغرب والشرق أيديهم من غزة وأعمارها وترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والمجتمع العربي فلا العرب ناصروهم ولا الغرب أغاثوهم ويظل وهم الإعمار عدوانا جديداً علي الشعب الفلسطيني ، إن ماجري في شرم الشيخ تحت عنوان إعمار غزة و برعاية الأمم المتحدة و الجامعة العربية وأمينها العام هو بمثابة هزيمة تضاف الي كم الهزائم والصفعات التي يتلقاها كل يوم النظام العربي الرسمي الذي عجز بعد كل ماحدث من عدوان علي كسر حصارالشعب الفلسطيني وإمداد أهلها وأهلنا في غزة بأبسط مقومات الحياة رضوخاً لتعليمات الكيان الصهيوني ، ومع ذلك مازال هذا النظام العاجز والكسيح برؤسائه وملوكه بعد كل هذه الصفعات يحاول التغطية علي فشله وصمته وعجزه في مواجهة العدوان الصهيوني وحصار شعب باكمله ومنع كل مقومات الحياة عنه من هواء وماء وطعام وكساء وإيواء ولولا العدوان الذي حدث علي قافلة الحرية الذي جاء به ناشطون من جميع أنحاء العالم وبرعاية تركية وهو ما دعا الي هذا التحرك الذي أحرج الأنطمة العربية الهزيلة إلا أن هذا التحرك جاء متاخراً بل وفي الوقت الضائع ، أن ماصرح به السيد الأمين العام للجامعة العربية عن المصالحة والمشهد السياسي بين حركتي فتح وحماس ما هو إلا لإبراء الذمم العربية وأراحة الضمير لان السيد عمرو موسي وبعد الأحداث المأساوية التي وقعت بين حركتي فتح وحماس وعلي إثر هذه الأحداث قررت الجامعة العربية تشكيل لجنة تحقيق عربي من الجامعة للوقوف علي أسباب ما جري بين فتح وحماس إلا ان هذه اللجنة لم تبرح مكانها في مبني الجامعة حتي اليوم أستجابة لمطالب عباس حتي لا ينكشف المستور ووضع بعض البلدان العربية التي تساند عباس ميرزا في مواقفه التي تُملي عليه من أمريكا وإسرائيل ضد حماس والمقاومة في حرج ، نحن لا نحمل السيد عمرو موسي وحده خيبة الأمال العربية في النظام العربي الرسمي ولكن هي مرحلة الضعف والوهن التي تمر بها الأمة العربية ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا جاءت هذه الزيارة وهذه التصريحات التي لم نكن نسمعها من قبل عن ضرورة كسر الحصار؟ فهل حصل السيد عمرو موسي والسيد أبو الغيط فجأة علي أقراص الشجاعة التي حصل عليها الفنان فؤاد المهندس في فيلم ارض النفاق للاديب يوسف السباعي أم أن ما جاء من تصريحات كانت هي رغبة من الكيان الاسرائيل وموافقته وهذا ما دلت عليه تصريحات الكيان الصهيوني وصرح به نتنياهو من ضرورة تخفيف الحصار عن غزة وكذلك ما جاء علي لسان إسرائيل وزير المواصلات الصهيوني من ضرورة فتح المعابر وخاصة معبر رفح الذي دائما ما كانت إسرائيل تطالب مصر باغلاقه ، كما أن هناك تقارير من الرباعية الدولية قالت فيه بان حصار غزة فيه تهديد لامن اسرائيل علي المدي البعيد اي أن كل ما يجري في هذا السياق المستفيد الوحيد فيه الكيان الصهيوني بعد تصاعد الضغوط العالمية علي الحكومة الاسرائيلية لرفع الحصارعن غزة بعد المجزرة التي ارتكبتها قواتها علي الباخرة التركية مرمرة ، ربما تكون التحركات ضرورية ولكن نحن نريد ونرغب في تحركات مضمونها عربي وروحها عربية وفي توقيت عربي وبأيدي عربية ، كنا نتمني أن يكون كسر الحصار وفتح المعابر مسئولية عربية وليست مسئولية أوربية او أمريكية او إسرائيلية كنا ننادي بفتح المعابر في وقت كان الشعب الفلسطيني احوج فيه ما يكون الي فتح المعابر وبخاصة معبر رفح الحدودي ، وعلينا أن نخجل من أنفسنا عندما يقدم محمود عباس ميرزا رئيس السلطة الفلسطينية الغير شرعي في جميع وسائل الإعلام الشكر لمصر علي فتحها معبر رفح وتخفيف حصاره علي غزة بعد الأحداث الأخيرة لانها تشكل إهانة للشعب المصري كما لو كان الشعب المصري يشارك إسرائيل في حصار الشعب الفلسطيني حقا أنه زمن العجائب
الـــوعـــي الـعـربـي