لأحداث التركية الكردية والايادى الخفية
أتبعت تركيا في إستراتيجياتها، منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم سياسة القوة الناعمة والتمدد شرقاً وجنوباً، وتمكنت من إبرام اتفاقيات ثنائية مع العديد من الدول العربية، ومن تعزيز التعاون السياسي والأقتصادي و خاصة مع سوريا ولبنان والعراق ودول الخليج ومصرلذلك يمكن القول بأن وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا في عام 2002، شكّل نقطة تحول مفصلية في السياسة التركية،وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً للدور التركي في منطقة الشرق الأوسط، وصل إلى حدّ النجاح في التوصل إلى أتفاق مع إيران، يسهم في تسوية قضية الملف النووي الإيراني، في حال موافقة الدول الغربية عليه ويمكن القول إن محددات الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط تعود إلى حالة الفراغ التي تسود المنطقة بعد إنهيار النظام الإقليمي العربي، والتفكك والتردي الذي أعترى الوضع العربي بشكل عام، وخصوصاً بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003وكما هو واضح للجميع فإن مواقف تركيا منذ بداية الحرب الإسرائيلية أتسمت بالحزم والتنديد بشدة ضد هذه الحرب، حيث رفضت تركيا الحرب على القطاع، وأتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الأبرياء واستنكرت قتل الفلسطينين ودعت الي رفع الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة وأن يتحرك المجتمع الدولي لانقاذ الشعب المحاصر وأما عن أقوى المواقف السياسية التركية إزاء إسرائيل في حربها على غزة، فقد تمثل بانسحاب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان من مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي أنعقد في سويسرا، وذلك بعد عدم السماح له بالرد على أقوال الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" حيث أندلعت مشادة كلامية بين كل من الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء التركي أنتهت بانسحاب أردوغان من المؤتمر معلنا أنه لن يعود إليه مرة أخرى ثم توالت المواقف التركية التي ظهرت علي سطح المشهد السياسي ومنها مطالبة الحكومة التركية إسرائيل بتقديم أعتذار رسمي بسبب محاولة إهانة السفير التركي وأظهاره علي وسائل الإعلام بصوره مهينة ومن ثم تقديم إسرائيل الأعتذارللحكومة التركية الي أن جاء الإعتداء الهمجي علي الباخرة التركية مرمرة والتي كانت تحمل أسم قافلة الحرية وقامت بقتل عدد من الناشطين الأتراك فمنذ ذلك الحين وبدأت تتبع إسرائيل منهجاً مختلفا للحد من تمدد النفوذ التركي في المنطقة وتبنيها مواقف داعمة ومساندة لكل القضايا العربية وعلي رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية ، لقد بات واضحا بان هناك تحركات لايادي صهيونية خفية بدأت في العبث بالأمن القومي التركي وقد بات للشارع التركي في الأيام الماضية أن هناك أمراً بدأ يتغير من حيث تزايد العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني التركي والتي راح ضحيتها عدد من الجنود الأتراك إضافة الي سقوط طائرة عسكرية راح ضحيتها عدد من العسكريين كذلك ورود أنباء عن حدوث تفجيرات عن طريق زرع الغام أرضية زرعها مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، إذن بات واضحا أن الأيادي الخفية الصهيونية القذرة قد وصلت الي داخل تركيا وقد أبلغت الحكومة الإسرائيلية عبر أعضاء في الكونجرس الأمريكي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بضرورة وقف تحركاته السياسية والإعلامية وتصعيده اللهجة ضد إسرائيل الذي يحرجها أمام الرأي العام الدولي بل وتسعي إسرائيل الي الحد الذي قامت فيه بتهديد اردوغان وأحراجه داخليا عند الشعب التركي والمؤسسة العسكرية ومن المعروف أن لاسرائيل أنشطه سابقة ودوراً مع أكراد شرق الأناضول وشمال العراق يمكن أن يلحق الآذي بتركيا وإستعادة نشاطهم السابق هناك كما يحدث مع أكراد العراق وتاليب أكراد إيران وسوريا علي أنظمتهم الداخلية ، أن المتابع لما يجري علي الساحة التركية اليوم من أحداث داخلية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني يري أنه نتيجة مد يد المساعدة للاكراد في تركيا للتحرك ضد الأمن القومي التركي بما يحيل حياتها الي سلسلة من التفجيرات والإغتيالات وهذا ما يحدث أيضا مع أكراد إيران ، إسرائيل تسعي من خلال عبثها في الأمن القومي التركي تصعيد الأمور عسكريا داخل تركيا وأستنفار كامل ودائم للجيش التركي أمام اي تحرك او مواجهة كردية تركية ولهذا تحاول إسرائيل إبتزاز تركيا الإسلامية لوقف تبني تركيا المواقف الداعمة للقضايا العربية ووقف مساعيها من أجل كسر الحصارعلي قطاع غزة مقابل وقف إسرائيل دعمها للاكراد من خلال إستعمال التهديد بالورقة الكردية وتحاول من خلال هذه الورقة جعل القضية الكردية علي مستوي القضية الفلسطينية ولذا سارت علي نفس المنهج التركي وإرسال قافلة بحرية تحمل ناشطين يهود وكرد بعد حادث قافلة الحرية لدعم الأكراد في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا ومدهم بالمال والسلاح وذلك لاحداث توترات في هذه البلدان تؤدي في النهاية الي تقسيم هذه الدول وولادة المشروع الصهيوني لإسرائيل الكبري لان باسقاط هذه الدول تنهار الروابط القومية والأسلامية وقديما وليس ببعيد قال ديفيد كيمحي وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي في مذكراته التي تم نشرها عام 1991بعنوان الخيار الأخير وإذا به يعترف في فصل كامل بانه هو بنفسه مندوب الموساد الإسرائيلي لدي أقليم كردستان العراق وقال بإن إسرائيل أقامت جسر أتصال مع قيادات الحركة الكردية في شمال العراق وقال كيمحي أن القيادات الكردية في شمال العراق ترتبط بعلاقات إستخبارتية وتسليحية مع إسرائيل منذ الستينات من القرن الماضي، ومن يقرأ كتاب الموساد في العراق تأليف الكاتب والصحفي الإسرائيلي شلومو مكديمون يعلم جيدًا سر العلاقة الحميمة بين الحزبين الكرديين للطالباني والبرزاني مع الموساد الإسرائيلي ولهذا السبب الموساد ينتشر وينشط في جميع المدن الكردية في شمال العراق واليوم وبعد أحتلال العراق أصبح التواجد الصهيوني يتخذ من شمال العراق مرتعا خصبا له وبذلك سوف تكون الورقة القادمة لدي أمريكا وإسرائيل هي ورقة الأكراد وذلك لتعكيرصفو تنامي العلاقات التركية العربية فهل تدرك تركيا ومستعده لما تسفر عنه الأيام القادمة .
الـــوعـــي الـعـربـي