عــــلـــــي مــــاذا يتفـــــاوضــــــون
عجبا لحكامنا العرب الذين مازالوا ينتظرون ويبحثون عن وهم أسمه السلام مع إسرائيل لم يعد لديهم شيئا يفاوضون من اجله او عليه لانهم أفلسواأعتادوا التوسل والتذلل ومع ذلك ما زالوا ينتظرون العناية من مبعوث العناية الآلهية السيد الأمريكي لم يستوعبوا الدرس ولم يفهموه ومع كل ذلك والعرب ينتظرون ما يقدم لهم دون طرح آي بدائل اللهم سوي المبادرة العربية اللقيطة التي لم تعرها إسرائيل آي إهتمام وألقت بها في سلة المهملات وما عليها من توقيعات أصحاب الفخامة والجلالة القادة العرب ومع ذلك ليس لديهم آي مانع من تقديم كافة التسهيلات والتنازلات من أجل أقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة لان ليس لديهم القدرة علي فرض اي تسويات بإرادة عربية خالصة لانهم أصبحوا فاقدين للسيادة وأخيراً وبين عشية وضحاها زفوا إلينا خبرا مفاده أن لجنة متابعة السلام العربية ومقرها الجامعة العربية قد وافقت علي إستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ، ما كل هذه البلاهة والهيافة والضحك علي ذقوننا فبعد أن أكدوا لنا مرارا رفضهما الانتقال الي المفاوضات المباشرة لفشل المفاوضات الغير المباشرة إلا إننا فوجئنا أن جميع أصحاب الفخامة والجلالة الملوك والرؤساء يباركون السلطة الفلسطينية الدخول في هذه المفاوضات علي الرغم من عدم موافقة نتنياهو الدخول او التفاوض علي ملفات حساسة مثل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين ، ولكن ماسر هذه الهرولة وراء هذه المفاوضات عديمة الجدوي والمعني ؟ وعلي ماذا يتفاوضون وما الجديد في هذه المفاوضات ؟ ولكن يبدو أن الأمر يتعلق بتصفية القضية الفلسطينية فكيف لنا أن نصدق التعهدات الأمريكية إذا ما ذهبنا الي مفاوضات مع الاسرائيلين وإذا ما توصلنا لاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي فكيف سنضمن تنفيذها وقد ضربت إسرائيل بعرض الحائط معظم ما توصلنا إليه في السابق ولكن الجديد في الأمر هذه المرة هو ممارسة بعض الأنظمة العربية القريبة من أمريكا وإسرائيل ضغوطا متواصلة علي الفلسطينيين فيها شئ من الابتزاز يُخطئ من يعتقد أن الصراع بين العرب والعدو الصهيوني سوف ينتهي بالشعارات والمفاوضات ، ان ما نراه اليوم من مظاهر بالتفاوض الغير مباشر او المباشر وما يقوله اوباما ونتنياهو وعباس ميرزا عن إقامة الدولة الفلسطينية ليس إلا ستارا لإعطاء إسرائيل الوقت اللازم لاستيطان باقي الأراضي الفلسطينية تمهيدا لإعلان ضم إسرائيل لكامل ارض فلسطين واليوم يجري الحديث عن قبول أمريكا وإسرائيل بفكرة أقامة الدولة الفلسطينية وذلك لإطالة أمد الحديث عن هذه الدولة بحيث تستطيع إسرائيل بناء المستوطنات في الأرض التي ستقام عليها الدولة وبحيث تصبح تلك الدولة عبارة عن مسخ مشوه ليس له من مكونات الدولة إلا العلم والنشيد ، الحقيقة أن مشاكلنا ومصيبتنا اليوم لا تكمن في أمريكا وإسرائيل فقط ولكن في الأنظمة العربية المتواطئة معها لتصفية القضية إذن المشكلة ليست في حل الدولتين او الدولة الواحدة ولكن في عودة المفاوضات بين العرب وإسرائيل الي الطاولة مرة أخري مع تمسك العرب بالمبادرة العربية اللقيطة التي يتم طرحها كل حين ولا يملكون سواها بعد إسقاطهم خيار المقاومة وأكتفوا بالخيار الأمريكي والصهيوني الإستراتيجي والتي تعيد الصراع العربي الإسرائيلي الي مراحله الأولي ، إسرائيل تسعي الي محاولة نزع إعتراف عربي بيهودية الدولة ومحاولة أقناع العالم بان المشكلة الفلسطينية في طريقها الي الحل مع مطالبة العرب بسداد فواتير السلام المزعوم إذن علي ماذا يتفاوض العرب .
الـــوعـــي الـعـربـي