فتــــح معبــــر رفــــح بطــولــة ام أشــياء أخـــري
أثناء قيام إسرائيل بعدوانها الغاشم والوحشي علي غزة في عملية الرصاص المصبوب والتي لم تستثني رضيعاً، او طفلاً، اوشيخاً ، اوإمراة، ولامنزلاً ، ولا مستشفي ، ولا مسجداً ، ولا حجراً ، ولا شجراً ، الكل أصبح في مرمي نيران الجيش الصهيوني قصف مدفعي ، وجوي متواصل مجازر، أسري بالعشرات عمليات تصفية واغتيالات لكل بني البشر فهذه هي العقيدة الصهيونية في ذات الوقت الذي تُحاصر فيه غزة بهدف القضاء علي المقاومة من خلال تصفيتها وإغتيال وتتبع كوادرها ونشطائها وكل الفصائل التي تقاوم الإحتلال الصهيوني وذلك من خلال الإستهداف العسكري المباشر أو من خلال عملية الموت البطئ والجماعي لأبناء فلسطين وبخاصة أبناء القطاع ،هذا الحصار الذي تعدي وتجاوز كل الحدود والأعراف الدولية ولذا كان واجباً ولزاما أدبيا يقع علي عاتق الحكومة المصرية لتتدخل من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني ولم يكن أمام الجانب المصري إلا فتح معبر رفح أمام جموع أبناء القطاع الذين هربوا من جحيم نيران الإحتلال الصهيوني وبذلك يكون فتح معبر رفح بمثابة الرئة التي يتنفس منها أبناء غزة وبالتالي إستمرار قدرة أبناء القطاع علي العيش وقدرة المقاومة علي الإستمرار في عملها المقاوم إلا أن مصر في ذلك الوقت لم تستمع الي الأصوات التي طالبت بفتح معبر رفح أمام ابناء الشعب الفلسطيني طوال الوقت وأكتفي الجانب المصري فقط بفتح المعبر لعدة ساعات تسمح بدخول بعض المساعدات و الحالات الإنسانية ضاربه بعرض الحائط كل الأصوات التي طالبت بفتح المعبر دون قيود ، وفي أثناء ذلك خرجت علينا أصواتاً تنادي بغلق معبر رفح أمام الفلسطينيين بحجة أن فتح المعبر فيه تهديد للأمن القومي المصري والدفع بالوطن الي الخطر وخرجت كل مواد القوانين الدولية في ذلك الوقت لتؤكد لنا بان غلق المعبر هو عمل شرعي وقانوني بل وواجب قومي وأن موضوع فتح المعبر وغلقه يخضع الي وجود إتفاقيات دولية تمنع مصر من فتح معبرها و قد عللت ذلك بعدم موافقة الجانب الإسرائيلي علي فتح المعبر وعدم وجود مشرفين اوربيين علي المعبر، ومنهم من ذهب الي أبعد من ذلك معللا غلق المعبر أمام أبناء الشعب الفلسطيني علي أنه خطه إسرائيلية وأرادت من خلالها دفع أبناء غزة باتجاه الأراضي المصرية ومنهم من خرج ليتهم الفلسطينيين بالمهربين ومروجي العملات المالية وتهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود وعلي خلفية ذلك الحصار بات الشعب في غزة يعيش بين شقي رحى الطائرات الصهيونية القاتلة وبين جرافات ودبابات الإحتلال الصهيوني التي تهرس أجسادهم هرساً الي جانب حدود مغلقة وصمت وعجز عربي قاتلين إلا أن كل الجهود التي طالبت بفتح معبر رفح باءت بالفشل بل وأتهامها بأنها تدعو الي زعزعة الأمن القومي المصري وأنتهت الحرب القذرة ومازال أبناء القطاع يعاني من حصار الأخوة الي أن جاءت قوافل كسر الحصار والتي قام بها أحرار العالم من الناشطين وصولا الي قافلة أسطول الحرية التركي الذي قام به مجموعة من الناشطين الأتراك والعرب و ما جري من عدوان وقرصنة همجية ووحشية علي القافلة في المياه الدولية والتي قتلت منهم العشرات وسط صمت وتخاذل عربي ودولي مريبين ، إلا أن تركيا قد نالت بالرغم من بشاعة ووحشية الجريمة التي قام بها العدو الصهيوني إعجاب الشعوب بل وأحرجت أنظمة عربية ساهمت في فرض الحصار علي غزة مما دعا الي إتخاذ مصر قراراً بفتح معبر رفح بصفة دائمة رداً علي الحصار الصهيوني وهذا ما أثار الدهشة فأين أذن الإتفاقيات الدولية التي خرجت لتبررلنا غلق المعبر وأين الأمن القومي وأين السيادة المصرية وأين الخطط الحمساوية والخطط الإسرائيلية فعندما أرادوا فتح المعبر تم فتحه وعندما أرادوا غلقه أغلقوه ولماذا تجاهلنا القوانين الدولية والإشراف الأوربي وأسباب لم يعد لها وجود نحن لانقلل من هذا الإجراء بل ونؤكد علي أهمية هذا القرار ولكن أن يخضع فتح المعبر وغلقه الي إملاءات خارجية او أهواء او البحث عن شعبية او بطولة لا الي مقومات او معايير تفرضها الظروف والوقائع هو الذي يثير الشكوك فهل فتح المعبر اليوم هو بطولة ام أشياء أخري ؟
الـــوعـــي الـعـربـي