مـطلـوب مقاومـــة وطنيـــة ..وشجـــرة عـــربيـــة
في ظل ما تمر به الأنظمة العربية اليوم من إنتكاسات وهزائم متلاحقة علي جميع المستويات إلا أننا كشعب عربي واحد نتشوق الي زمن الإنتصارات والأمجاد لكي يعود إلينا شعورنا بالكرامة والعروبة فكم أصبحت عزيزة علينا أيام الأفراح ، ففي الوقت الذي يقوم فيه الكيان الصهيوني يوميا بانتهاك منظوماتنا الدفاعية والأمنية ودهس كرامتنا العربية صباحا مساءاً و قتل أبنائنا وأشقائنا في فلسطين وإستباحة مقدساتنا وأراضينا وغزو بلادنا عسكريا وأقتصاديا وثقافيا بالرغم من ارتباطنا مع هذا العدو باتفاقيات ومعاهدات علنية ومنا من يرتبط مع هذا العدو باتفاقيات سرية ومع ذلك وصل الأمر الي قيام هذا الكيان بقتل زهرة وشباب قواتنا المسلحة من حراس الحدود المصرية مع اكتفائنا بمطالبة إسرائيل بتقديم الاعتذارات وضبط النفس ومع ذلك مازال مسلسل الانتهاكات الدموية لأرواحنا مستمرا كل يوم ، الي أن جاء اليوم الذي قام فيه جيش عربي نظامي يعد اصغر جيش في المنطقة العربية عدة وعتادا وهو الجيش اللبناني الكبير الصغير بمفهوم الجيوش العربية يعتبر كتيبة أو وحدة عسكرية ليمرغ أنف الكيان الصهيوني في التراب اللبناني الذي حاول تدنيسه بحجة أقتلاع شجرة او شجيرات في الجانب اللبناني وقولهم بأنها تؤثر علي ذبذبات أجهزة التنصت والتجسس والإنذار وعند ذلك جاء الرد اللبناني بإطلاق عدة أعيرة نارية لتحذيره ولكن لم يرتدع جيش النخبة الصهيوني فما كان من أفراد هذا الجيش الذي تدفقت في شرايين قادته وجنوده دماءا عربية لم تتلوث بفيروسات الأتفاقيات والمعاهدات ومازال محتفظا بجيناته القومية وكرات دمائه الحمراء والبيضاء العربية إلا التصدي لاستفزازات هذا الكيان اللقيط وإجباره علي دفع ثمن جبروته وطغيانه وتطاوله علي كرامتنا العربية فأصاب منهم من أصاب وخرجوا مذعورين كخفافيش الظلام مهرولين الي بلاد العم سام الأمريكي ليشكوا له شجاعة الجندي اللبناني العربي ، إن ماحدث من مواجهة بين أفراد الجيش اللبناني وجيش النخبة الصهيوني الذي يخترق حدودنا ويهدد أمننا القومي عابراً للبحار والمحيطات لكي يضرب قافلة من العربات في صحراء السودان تمثل إضافة نوعية لتوازن الرعب القائم علي الجبهة اللبنانية بصفة خاصة و جبهة الصراع العربي الصهيوني بصفة عامة ، فمنذ حرب حرب تموز 2006 لم يعد بإمكان هذا الكيان الأضعف من بيت العنكبوت بإعتراف قادته العسكريين أن يشنوا عدوانهم كيفما شاءوا او وقتما شاءوا بعدما أنهارت نظرية جيش النخبة ودباباته الميركافا علي أيدي أبناء المقاومة اللبنانية التي كبدت هذا الجيش الأقوي من حيث العدة والعتاد الخسائر وما كان منه إلا الهرولة لمجلس الأمن والمطالبة بوقف إطلاق النار ، ومنذ هذا الحين والكيان الصهيوني يبحث عن الوسائل والحجج لكسر إرادة ويد المقاومة ومحاولة أختراقها بزرع الجواسيس و التنصت عبر وسائل الأتصالات وأخري عبر رجالها وحلفائها وأصدقائها من الساسة العرب المعتدلين وبالرغم من ذلك لم يفلح هذا الكيان في أختراق الجبهة الداخلية اللبنانية ولهذا لجأ الي محاولة جر المقاومة عن طريق أفتعال هذه المواجهة مع الجيش اللبناني أعتقادا منهم بانها لن تلقي أي رد علي فعلتها هذه ولم تكن تتوقع هذا الرد الذي شكل ما يمكن أعتباره تغيراً أستراتجيا في قواعد المواجهة المستقبلية مع العدو الصهيوني الذي تكبد درسا مؤلما لن ينساه يضاف الي آلامه السابقة علي أيدي أبناء المقاومة ، ما جري في الأسبوع الماضي هو نقلة نوعية جديدة علي الثقافة العربية ولها الكثير من تداعيات القلق لدي المؤسسة العسكرية الصهيونية فلم تعد عقيدة الصدمة والترويع او الرصاص المصبوب او خريف الغضب ترهب الشعوب او تدعوا الي الإستسلام فلم تعد اليوم لإسرائيل او أمريكا هيبة بعد أن ذاقوا الويل علي أيدي المقاومة في العراق وأفغانستان وحماس وحزب الله في فلسطين ولبنان ، أمريكا وإسرائيل لم تعدا قادرتين علي وقف نزيفيهما ولكن المشكلة تكمن في ضعف قادة وحكام الأنظمة العربية ، نحن في حاجة الي إرادة قوية ومقاومة وطنية وشجرة عربية .
الـــوعـــي الـعـربـي