فــلسطـــين في المــزاد الــدولــي للمفــاوضــات
ما أشبه اليوم بالبارحة فما جري علي أيدي المجرم راعي الصهيونية العالمية بوش علي مسرح انا بوليس الأمريكي في السابع والعشرين من عام 2007 وعلي نفس المسرح يجري اليوم وبنفس الممثلين والكومبارس العربي والبطولة المطلقة لفتي الصهيونية الأول النتن – ياهو ودوبلير السلطة الفلسطينية محمود عباس ميرزا وبعض الوجوه العربية التي تمثل المجموعات من الكومبارس السنيدة التي تعطي العمل الفني جواً من الكوميديا ولكن هذه المره جاءالعمل من اخراج المخرج الأمريكي الأسمر باراك اوباما الذي أكد في رسالة بعث بها لدوبلير السلطة في أغسطس الماضي أستمرار تجميد الإستيطان في حال موافقته علي الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل إلا أن التجربة أثبتت أن تعهدات اوباما سرعان ما تتلاشي علي صخرة العناد الإسرائيلي فهو كان قد وعد خلال حملته الإنتخابية بوقف الإستيطان إلا أنه لم يستطيع أن يحصل في النهاية سوي علي تجميد مؤقت ، وتصريحات اوباما عقب أجتماعه مع نتياهو تؤكد أن تلك المفاوضات تهدف فقط الي تحسين شعبية الرئيس الأمريكي اوباما قبل أنتخابات التجديد النصفي للكونجرس ولحشد العرب خلف تشديد العقوبات علي إيران ولن تسفر عن تحقيق أي تقدم فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وكما كان مسيلمة الأمريكي " بوش " في أول ولايته تحدث عن دولة فلسطينية لها حق الحياة والبقاء والإستمرار ولم يتخذ أي خطوة في سبيل تحقيق هذا بل وعاد يطرح رؤية جديدة ألا وهى خارطة الطريق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي الوقت الذي أنطلقت به هذه الدعوات الفضفاضة بينما يرفض لقاء أبو عمار الزعامة الفلسطينية التاريخية للسلطة الفلسطينية ويرتمي في أحضان شارون وأولمرت وسيفنى ومن ثم الحديث عن خارطة الطريق التي ما كانت إلا محاولة تخدير للعرب قبل الإنقضاض على البوابة الشرقية للعرب العراق وهو نفس الشئ الذي يجري في عهد الأدارة الامريكية في الحقبة الاوبامية ، أن التجارب مع الصهاينة تثبت كل يوم أنهم يتلاعبون بالعرب والفلسطينيين من خلال مناوراتهم التي أتقنوها جيداً مع محيطنا العربي عبر سنوات الصراع العربي الإسرائيلي .لقد أختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ميرزا المنتهية ولايته عزل نفسه عن شعبه و القي بنفسه مختاراً في الحضن الأمريكي والإسرائيلي إلا إننا لا نريد أن نصُب كل اللوم علي عباس وحده فهو لا يختلف عن كثير من العرب الذين يتخذون البيت الأبيض قِبلة لهم ويحجُون اليه ويطُوفون حوله لكي يرضي عليهم الراعي الأول للديمقراطية في العالم فالكل يراهنون علي الراعي الأمريكي ولكن ما يدمي القلب أن قضية كل العرب فلسطين لا تحتمل المساومات أو المغامرات أو المفاوضات العقيمة واللقاءات الحميمة بين أركان الإدارة الأمريكية والإسرائيلية من ناحية وحكامنا ورئيس ما يسمي بدولة فلسطين ، أبو مازن أخطأ في محاولة إنفراده بالسلطة بوصفه المسئول الوحيد عن الشعب الفلسطيني محاولاً تهميش جانب كبير من الشعب بحجة أنه من يملك الشرعية علي الرغم من أفتقاده لهذه الشرعية وأن باقي الأطراف لا تملك سوي الرضوخ إلي هذه الشرعية وعليه نقول أن الوضع الفلسطيني يختلف عن أي نظام عربي يستأثر فيه الحاكم علي السلطة و علي الشرعية في كون فلسطين ترزح تحت الإحتلال ولابد من مقاومة هذا الإحتلال بكل أشكال المقاومة و يجب بالا نسلم بأي شكل عن ثوابت هذه القضية أو حتي الي الحد الأدني من الحلول إلا أن يبدو هدف أبو مازن هو أن يكون رئيسا بلا دولة .وسوف يخسر كل شئ إذا ما تمسك بانفراده في إجراء مفاوضات مصيرية بدون الرجوع لشركاء الوطن . أن الهدف من المفاوضات سيمكن أمريكا من حشد الدعم الدولي وإقامة تحالف عربي من دول ما يسمي بالإعتدال العربي ضد إيران مع إفراغ قضية فلسطين من مضمونها بإجهاض حق العودة من خلال إعتراف عربي فلسطيني مسبقاً بان إسرائيل دولة ذات طابع يهودي كشرط للتوصل لوثيقة المبادئ المطلوب إعلانها وهو ما يعني عدم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلي أراضيهم داخل دولة إسرائيل اليهودية وحقهم في العمق التاريخي للكيان اليهودي علي الأرض ، المشكلة تكمن في بعض الأنظمة العربية والتي بالطبع تدعم أمريكا وإسرائيل وتتحمل تبعة إقامة السلام الإسرائيلي الفلسطيني بغض النظر عن المسارات العربية الأخرى علي الرغم من أن إسرائيل أعلنت عن ماهية وجوهر المفاوضات هكذا تفكر بعض العقول العربية وتكون أكثر صهيونية من الصهاينة ذاتهم هكذا يفكرون في بيع الأوطان والقضايا عن طريق المزاد الدولي العلني وسوف تسعي إسرائيل إلي مزيد من الحصار والدمار والقتل وبناء المستوطنات والإستيلاء علي الأراضي وتخريب وهدم أقصانا بعمل الأنفاق وتهويد القدس وعدم أحقية اللاجئين في العودة إلي ديارهم ومزيد من الإعتقالات والأسر ولن يبقوا علي شجر أو حجر طالما هناك غطاء اسمه المفاوضات أو المناورات أو المؤتمرات ولا بديل عن ذلك كله إلا بسلاح المقاومة فهم يخشون الأسطورة الحقيقية والتي تسمي بالمارد العربي الذي يقاوم كل أشكال الاستعمار وعلينا أن نستيقظ نحن العرب من ثُباتنا هذا وكفانا صداقة وشراكة ولباقة وحبا وهياما للشيطان الأمريكي والصهيوني حتي لا نستيقظ يوما بعد فوات الأوان ونفاجئ بضياع وخراب ما تبقي وسقوط دولة عربية أخري .
الـــوعـــي الـعـربـي