الشيـــــخ اوبامـــــا والــثــــورة المصـــــريـــــة
في الوقت الذي انشغلت جماهير الأمة العربية بالأجتياح الثوري لبلادنا العربية خرج الرئيس الأمريكي اوباما ليعلن نبأ نجاحه في قتل الشيخ أسامة بن لادن في أحد المدن الباكستانية والذي تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية هو الرأس المدبر لتنظيم القاعدة وأكبر صيد ثمين تبحث عنه منذ سنوات ، إلا أن الإعلان الأمريكي الذي جاء في هذا التوقيت وهذه السرعة هو محل شك كبير والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك مغزى وراء إختيار أمريكا لهذا التوقيت لعملية القتل وعملية التخلص من جسد الشيخ أسامة بهذه الطريقة السريعة والغير إنسانية أو أخلاقية ؟ نحن بدورنا نقول أن بان أمريكا لديها حسابات دقيقة منها حسابات خاصة بشعبية الرئيس اوباما تضمن له الفوز بفترة رئاسية ثانية و إستعادة لشعبيته التي تدنت كثيرا بعد أنتخابه ، ومنها حسابات خارجية خاصة بنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن يكفي أن نقول بان الولايات المتحدة الأمريكية أرادت خلط الأوراق علينا بل وتحاول إحداث حالة من الارتباك لدينا وبخاصة علي الحالة المصرية بعد نجاح الثورة في إعادة ممارسة مصر لدورها السياسي والريادي في المنطقة بعد سنوات من العزلة التي أدخلنا فيها النظام السابق ، وقد بدأت مصر بعد الثورة في جملة من تصحيح المسارات ومنهاعودة الدور المصري في أفريقياو عودة قنوات الاتصال مع الجمهورية الإيرانية والوصول إلي أتفاق المصالحة مع الفصائل الفلسطينية ونجاح الدبلوماسية المصرية في التوصل الي وفاق بين كل من السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس مما أثار حفيظة أمريكا وإسرائيل والذي بات واضحا في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وأعلن عنها وبكل وقاحة من إنزعاجه من المصالحة الفلسطينية وقد سارت أمريكا علي نفس الموقف الإسرائيلي والذي كشف عن نواياهم من عملية السلام ، لقد بدأ القلق الأمريكي والصهيوني يتسرب إليهم بعد أن سقط أكبر حليف لهم في منطقة الشرق العربي وهو النظام المصري الذي ساهم طوال السنوات السابقة في الترويج للسياسات الأمريكية والصهيونية وتبني كل أفكارهم من أجل الحفاظ علي نظامه ، فلقد فاجأ نجاح الثورتين التونسية والمصرية مراكز صناع القرار بما فيها أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية مما أحدث إرتباكا واضحا في تعامل هذه القوي السياسية والعالمية والإقليمية والعربية مع هذه الثورات ولهذا كان علي هذه القوي الإستعمارية والإمبريالية أن تعيد النظر في أساليب التعامل مع هذه الأنظمة الثورية الجديدة وذلك حتي تضمن نفوذها في الإبقاء علي هذه الدول حتي تضمن بقاء هذه الأنظمة بعيداً عن منطقة العداء للسياسات الأمريكية والصهيونية لان الشعوب العربية وثوراتها تُصنع اليوم بآليات جديدة ، ولهذا أسرع الرئيس الأمريكي وأجهزة مخابراتة بإعلان نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن في هذا التوقيت وبالتحديد وذلك لإحداث حالة من الفوضي وهو مشروعهم للشرق الأوسط الكبير والذي حاول بوش تسويقه لنا من خلال الغزو العسكري تارة ومن خلال محاربة الإرهاب تارة ثانية ومازالوا مستمرين فيه ولكن بطرق مختلفة ، إن نبأ مقتل بن لادن وإخراجه بهذه الصورة وفي هذا التوقيت أرادت به أمريكا أن تستثير الشعوب العربية وبخاصة مع التيارات الإسلامية المصرية المختلفة والتي لها تعاطف مع تنظيم القاعدة والتي حصلت علي حريتها في مصر بعد الثورة ومنها الجماعات السلفية والجماعات الإسلامية ومختلف التيارات الإسلامية الأخري ، لانه مع ظهور تلك الجماعات الدينية الإسلامية بدأت المخاوف من ظهور هذه التيارات وتأثيرها علي القرار السياسي ومطالبها في أقامة الدولة الاسلامية الذي يهدد مصالح الكيان الصهيوني في المنطقة ، ولهذا تعمدت أمريكا في إخراج هذه الطريقة التي تمت بها مع بن لادن لكي تعطي المبرر لهذه التيارات الإسلامية المتعاطفة مع هذا التنظيم في توجيه ضربات إنتقامية للمصالح الأمريكية كرد فعل او أنتقام علي طريقة قتل بن لادن وبذلك تجد أمريكا نفسها أمام مواجهة جديدة لمحاربة الإرهاب في بلادنا بعد أمتداد المد الثوري لهاوسقوط أكاذيبهم عن الأرهاب ، أمريكا وإسرائيل تريدان خلط الأوراق علينا وتريد أن تضع الأحداث وتشابكها كلها في خيط واحد لتمسك بزمام الأمور وذلك لكي تستطيع أن تعيد ترتيب الأوراق من جديد علي ضوء المتغيرات الجديدة وذلك في محاولة لإجهاض مسيرة الثورة المصرية والثورات العربية لقد مات بن لادن فعليا حين بدا ربيع الثورات العربية فسقطت فكرة الجهاد ضد الأنظمة الكافرة وكتبت شهادة وفاة بن لادن ولكنها لن تقبل بدفن فكرة الإرهاب إنها الفكرة التي تجعل القبضة الأمريكية محكمة علي العالمين العربي والإسلامي بعد ان صدرت لنا مفاهيم مغلوطة عن الجهاد باعتباره ارهاب ، لقد أراد اوباما أن يقوم بعملية إستباقية علي غرار الحروب الأمريكية الإستباقية فقرر قتل بن لادن لإجهاض الثورة المصرية وكل الثورات العربية التي تناصبها إسرائيل العداء ، لقد قتلت أمريكا بن لادن بعد ان ضمنت لها مواضع قدم وخلقت لها أعداء جدد لها في ليبيا وفي سوريا وفي لبنان وفي فلسطين وفي العراق ولذلك علينا بان ندرك بان الشيخ اوباما بن لادن هو زعيم القاعدة القادم الذي يحارب الثورات العربية ولكن علي طريقة بن لادن .
الوعي العـربـي