الاثنين

مـــــــن يحكـــم مصـــر بعـــد الـثـــــــورة

                                                                               
من الذي يحكم ومن الذي يدير مصر الآن فالمجلس العسكري يقول بأنه يدير ولايحكم فمن الذي يحكم إذن ؟ لقد أئتمن الشعب المصري العظيم القوات المسلحة المصرية وفوضها وقبلت التفويض باعتبارها وكيلاً عن حماية مقدرات الشعب والأمانة والتفويض يقتضيان بان يقوم من بيده التفويض حماية مكاسب من فوضه في حماية الثورة وليس حمايتها فقط بعد إندلاعها ، ولكن ما يجري من أحداث وفتن طائفية تهدد أمن الوطن وتهدد بالكارثة التي تحرق الجميع بنارها شعباً وجيشاً ، وعلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة أن تدرك جيداً أن الكارثة قادمة لا محالة إذا ما تباطؤا من بيدهم إدارة شئون البلاد والعباد في مصر الي أكثر من ذلك فالوطن يتعرض لفتن طائفية أبطالها معروفين وجرائم جماعية من التحريض المستمر والسكوت علي التجاوزات والاستهتار بعلامات التوتر المتزايدة والتحجج بالمؤامرات الخارجية والتستر علي الحقائق والتلاعب بمشاعر الجماهير سوف يحرق الأخضر واليابس ، فأي منطق او عقل يقول بأن تسود شريعة الغاب في البلاد ولمصلحة من ما يجري ولماذا ينتظرون ، ولماذا تغيب السلطة ويغيب القانون ؟ هل ينتظرون حتي نطالبهم بان يحكمونا فليكن ؟ أم هذا جزاء من لا يسمع كلام الرئيس ، هل هذا هو الدرس الذي يجب علينا أن نستوعبه جيداً لاننا لا نستحق كشعب أن يعيش بكرامة أم ماذا ؟ البعض يقول لنا أنتم أيها الشعب ناكرين فضل رئيسكم الفاسد حقاً كان سارقاً ولكن كنتم تنعمون بالأمان ، هل شاهدتم المنطق الذي يُريدون أن نصل إليه ، أنتم من طلب الحرية فوهبنا لكم الحرية وعليكم بان تشربوا وتتجرعوا كأسها الي آخر قطرة ، أيهما أفضل لكم أيها الشعب المقهور ؟ حرية ملطخة بالدماء والفوضي آم نظام فاسد سارق لسنوات أعمارنا التي شاخت وذبل ربيعها مع قسوة الحياة ومرارة الأيام ، هو ذات المنطق الذي كان يتبعه معنا مبارك أنا أو الفوضى وها هي الفوضي التي أرادها مبارك تنفذ اليوم وبكل دقة ولكن بأيادي خفية وعبثية جهاراً نهاراً تارة من أجل مسجد وأخري من أجل كنيسة وثالثة من أجل الكامليا كما لوكانت أعظم إنجازات الثورة قد قامت من أجل عيون غادة الكاميليا ، و يبدو أنكم أيها الشعب لم تحسنوا الإختيار ولهذا أخترتم الفوضى وعليكم السير في الطريق حتي نهايتة هذا هو منطق من يريد بمصر السوء ، أن ما يجري هو مؤامرة مخطط لها ولايمكن أن يجرد ما يحدث من حملة المؤامرات التي تستهدف الوطن ليس فقط من المسلمين او المسيحيين او المتطرفين او البلطجية او السلفيين او الشيوعيين او المتأمركين او المتصهينين او من أعداء الثورة ولكن المؤامرة من الجميع والهدف هو تفكيك وتقسيم الدولة وتحويلها الي عصابات وميلشيات طائفية وعرقية علي طريقة بوش الصغير في العراق والصومال بل وهناك بالفعل من يستجدي الأمريكان للتدخل فيما يجري وبذلك نعطي لهؤلاء الغزاه الحق في فرض الوصاية والاحتلال وهذا ما يصبو اليه هؤلاء الغزاة ، يا من بيدكم أمور هذا الوطن بوصفكم أمناء عليها لقد أصدرت محكمة ثورة يوليو 1952 أحكاما بالإعدام في أثنين ثبت تورطهم في إحداث حريق في أحد مصانع كفر الدوار بعد الثورة بشهر واحد ونفذ هذا الحكم بعد خمسة أيام من الحادث فكانت علي حق وبدأت عجلة العمل في السريان هكذا تدار الأمور في الحظات الثورية ، وعلي المشير طنطاوي وقادة الجيش إعلان الأحكام العرفية ومنع كل مظاهر التظاهرات المشروعة والغير مشروعة من اي فئة كانت من فئات الشعب ومن أي ملة او دين في هذه الأوقات العصيبة التي تمر علي الأمة ومنع كل أشكال التجمعات والائتلافات التي تتشكل بعيداً عن الأطر القانونية وكذلك منع إستخدام أي شعارات دينية إسلامية او مسيحية او إستغلال لاي من دور العبادة لاي من المسلمين او المسيحيين في غير اوقات الصلاة . كذلك يجب وبحزم ان تتعامل الدولة ممثلة في قواتها المسلحة والحكومة في عودة اجهزة الشرطة بكامل قوتها وانهاء خدمة و محاكمة من يثبت تخاذله عن أداء مهامه الوظيفية في حماية الأمن الداخلي ، كذلك منع كافة أشكال التجمعات والمطالب الفئوية في الهيئات والمصالح والنقابات في الوقت الحالي مع أنشاء مكاتب لتلقي مطالب العاملين الفئوية مع تفرغ تام لحل لهذه المطالب منع ظهور كافة الشخصيات السلفية والإخوانية والمسيحية وكل أشكال التمييز في وسائل الإعلام الفضائية كل ليلة باعتبارهم نجوم وساسة ومفكرين ورجال دين فمن يريد ان يعمل بالدين فله مسجده او معبده ، نحن مازلنا في توابع الثورة ولابد من إجراءات إستثنائية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد وعلي المجلس العسكري التعامل مع ما جري علي انه ثورة وليس حركة عمد ومشايخ بلد ، فالوضع ياقادة الجيش خطير لانكم تتعاملون بحرج من خلف جدار، نحن بالطبع نعلم بان حالة الفوضي التي تسود المجتمع اليوم هي ملازمة بالطبيعة لحالة أي ثورة وان قوي الفوضي أندفعت لكي تستغل فرصة التغيير كذلك أيضاً علي عقلاء وحكماء الأمة من أطباء ومهندسين وقضاة وشيوخ ومعلمين وكافة فئات المجتمع من الكف عن المطالب الفئوية الان وذلك حتي تستطيع الدولة ضبط إيقاع الحياة . هناك من يقول المركب اللي فيها أثنان تغرق فهل لدينا أثنين أم مجلس عسكري واحد ؟

الوعي العربي