الاثنين

ذكــــري النكـبــــــة فـــــي عهـــــد الثــــــورة

 

تأتي ذكري النكبة الثالثة والستين لعام 1948 هذا العام في ظل أجواء ومتغيرات تاريخية هبت رياحها مع أشتعال الثورات العربية من تونس الخضراء إلي مصر العربية فسقط الكنز الإستراتيجي لهذا العدو بسقوط النظام المصري ، وباشتعال الثورات العربية بدا هذا الكيان يفقد توازنه وتهدد مشروعه الصهيوني في أرض فلسطين ولكن لكي يتحقق ذلك لابد من نجاح الثورة المصرية أولا لان مصر هي أرض القومية العربية بإمتياز بحكم موقعها الجغرافي ودورها التاريخي الريادي علي مر العصور وكان من أبرز هذه المراحل هي مرحلة المشروع الوطني العربي الوحدوي والذي علي أساسه قامت ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر الذي ساند الحركات الثورية في الدول العربية والأفريقية فحمل علي أكتافه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصرية وعربية فقد وضعت ثورة يوليو قضية فلسطين في أبعادها الحقيقية بان ربطت بينها وبين قضايا التحرر الأقتصادي والأجتماعي ، فلقد وضعت الصراع العربي في إطاره التاريخي الصحيح ، وبقيام الثورة المصرية في 25 يناير وسقوط النظام عاد حلم المشروع الوطني القومي الوحدوي إلي سابق عهده ، فما أن هدأت الثورة والثوار لكي تلتقط الأنفاس حتي عادت الوحدة الفلسطينية والتي غابت لسنوات مع غياب الدور المصري الذي نقل النظام العربي من أرضية التحرير وثقافة المقاومة إلي أرضية التبعية والتعايش السلمي والتناغم الأمني والخيار الإستراتيجي ولم تعد القضايا العربية والقومية وقضايا التحرر من تسلط القوي الاستعمارية بصورها الجديدة تمثل صراعا وقدرا مصيريا مما أدي الي فقدان الأنظمة العربية لوعيها العربي وعمقها التاريخي وفي ضوء هذه المستجدات والمتغيرات وجد المشروع الصهيوني فرصتة للتمدد والهيمنة وما كان لكل ذلك بان يتحقق ما لم تكن هناك عوامل للتفكك والأنهزامية والتبعية التي لحقت بنا بعد ملحمة إنتصار أكتوبر وما وصلنا إليه من أنتصار بالحرب تحول إلي إنكسار بالسلام ، لقد تحولت الأنظمة العربية إلي أدوات للقوي المعادية فيما أصبح ما تبقي منها عاجزاً عن المواجهة وروح المبادرة والأرتهان للتبعية بكل ألوانها وأشكالها وفي ظل هذا الأرتداد العربي تتجلي هيمنة المشروع الصهيوني بصورة غير مسبوقة لم تستطع تحقيقها في الحروب السابقة ،أن الأمن القومي العربي يظل عرضة للتهديدات الصهيونية ومن هنا تتجلي عظمة قدراته ومسئولياته التي من المفترض أن تكون علي مستوي الأحداث والتحديات والتهديات التي تحيط بأمن الأمة وروح المقاومة لان صوت المقاومة وروحها هي مصدر القوة الكامن بداخلنا وينتظر لحظة الانطلاق ، إن عودة فلسطين لصدارة الاهتمام العربي في هذه الظروف يقدم مشهداً مختلفاً عن ذلك المشهد الذي حاولت من خلاله أمريكا وحلفاؤها في المنطقة تقديمه غداة ثورتي مصر وتونس عبر تحركات وتصريحات مريبة ومقلقة ومشككة تجاوزها الأشقاء في البلدين ليقدموا موقفاً قومياً عربياً صحيحاً ينسجم مع فهم المصلحة العربية والأمن القومي العربي بشكل صحيح كذلك الربيع العربي بانتصار الثورة في مصر وتونس ونجاحها في سورية وليبيا سوف يعززمن دعم القضية بعد قاربت هذه الأنظمة علي طي ورقة فلسطين ، ولن تقف أي قوة في الأرض أمام شعب مصمم على الحرية وأستعادة وطنه وحقوقه، تسنده أمته العربية العظيمة وطلائعها الثورية ليستمر فصل الربيع في أرضنا طوال العام والأعوام القادمة في الذكرى الثالثة والستين للنكبة تزين أعلام فلسطين وشعار تحريرها ميدان التحرير بالقاهرة والعواصم العربية الأخرى، وفيها نوجه التحية لجماهير أمتنا العربية في مصر وسورية وتونس وكل مكان ونعتز بتضحياتهم وما قدموه لقضية فلسطين ولكن الأمر يتوقف علي إرادة الجماهير العربية لنجاح ثوراتهم وعندها يتم تحرير فلسطين .
الـوعـي العـربــي