الاثنين

الــثـــــورة بتتكــــــلم عـــــــربـــــي  







الأرض مازالت تتكلم عربي كما كتب شاعرنا الكبير فؤاد حداد وغني لها الشيخ سيد مكاوي بعد أن فقدت الأرض عروبتها وأصبحت تتكلم أمريكي وفرنسي وعبري وإيطالي وحتي هندي كل ذلك بسبب تفريط حكامنا من أصحاب الفخامة والجلالة من أصحاب العروش والكروش في بيع هذه الأوطان بأثمان رخيصة مقابل بقائهم علي عروشهم ، ومنذ ذلك الحين لم تعد الأرض تتكلم عربي أو حتي تسمع عربي ، حقاً هذه هي النكبة التي كنا نعيشها في هذا القرن في ظل زمن التخاذل والتواطؤ وتراجع دور الأنظمة و الحكام العرب عن واجبهم الوطني نحو قضايا الأمة وتحولت الأوطان بفضل هذه السياسات أوطانا منقسمة علي أنفسها وفي حالة حرب مع بعضها البعض و الي جبهات متقابلة ومتقاتلة وبينهما خطوط نار بعد أن كان يجمعها فكر قومي وعربي واحد ، ومن المفارقات أن حكامنا العرب وجدوا أنفسهم في وضع من يقدم التنازل وراء التنازل عن سيادة أرضهم الي الأجنبي بعد أن تراجعت شعارات زمن العروبة والقومية والأمة الواحدة والأستقلال ، ومن جديد يؤكد القادة والحكام العرب من أصحاب الفخامة والجلالة في هذه الفترة السوداء من تاريخ الأمة بأنهم بعيدون كل البعد عن الأحداث التي تدور من حولهم حتي أشتعلت الساحة العربية بالثورات والتي بدأت مع ثورة تونس وسرعان ما أمتدت الي مصر واليمن وليبيا وسوريا والعراق والبحرين وباقي دول الخليج وعندها تاكدنا بان الثورة تتكلم عربي لان النظام العربي قائم علي قاعدته الجماهيرية وليست علي الأنظمة الأستبدادية ، فقد أسقطت هذه الثورات جدار الخوف من الإستبداد القائم والنزول الي الشارع وتحمل تكلفة المواجهة وتحطيم الحواجز الداخلية للذات والتمرد علي القمع القابع في عقول المواطن العربي ، لقد أيقن المواطن العربي أن صوته مسموع ولذلك بات لزاما علي الحكام العرب بان يعترفوا بان الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان أصبحت حقوقا مشروعة بعد أن دخلت طي النسيان ، فالعقل العربي الذي كان يهادن الحاكم المستبد ويخضع له ويصدق شعاراته ويتجاهل أخطاءه لم يعد مستعداًأن يتم قهره من جديد ، ومن أبرزالدلائل علي وحدة هذا النظام العربي هذه الثورات التي أثيتت وحدة المصير و الترابط الجماهيري للشعوب العربية من المحيط الي الخليج هذا الترابط سوف يؤدي مع أستمرار هذا المد الثوري في أقطارنا العربية الي تغير جذري في هذه الأنظمة السياسية العربية تجاه بناء أنظمة أكثر أستعداداً لهذا الترابط الوحدوي الذي يصل في النهاية الي ترابط سياسي يعبر بنا الي نظام عربي جديد في مواجهة القوي الإستعمارية ، وهذا الترابط سوف يؤدي بنا أيضا علي الصعيد السياسي العربي الي التحول الديموقراطي لهذه الأنظمة العربية وتكون الأنظمة أكثر أستجابة لمطالب الشعوب في مواجهة التهديدات الخارجية سواء كانت أمريكية إمبريالية استعمارية أو صهيونية ، أما أهم هذه إلانجازات الثورية العربية علي نطاق الدولي هو أن هذه الثورات أفشلت المشروع الأمريكي الذي يستهدف بناء شرق أوسط جديد علي الطريقة الأمريكية بل وأثيتت هذه الثورات بان التغيير في الوطن العربي يأتي من الداخل وليس علي طريقة الفوضى الخلاقة للآنسة كونداليزا أو بطريقة الغزو العسكري كما حدث في العراق ، أما أهم إنجازات الثورات العربية هو إسقاطها مشروع التحالفات العربية الأمريكية في مواجهة الجمهورية الإسلامية إيران وهو المشروع الذي كان النظام المصري البائد يدعمه بقوة في مواجهة السياسة الإيرانية إرضاءاً لأمريكا وإسرائيل ، وأيضا تأتي علي مرتبة إنجازات الثورات العربية وحدة الشعوب العربية وزوال الحدود التي صنعها الإستعمار وذلك بعد أن تضامنت الدول في فتح حدودها أمام الشعوب ، كما تضمنت هذه الانجازات الثورية عودة مصر بعد ثورتها الي مكانها الطبيعي وحضنها الإقليمي العربي والإفريقي بعد أن أهملت مصر دورها التاريخي وبذلك أعطت الي الذريعة للكيان الصهيوني بان يعربد في بلادنا العربية والأفريقية ولكن كل هذه الإنجازات الثورية هي رهن بنجاح هذه الثورات ومكاسبها وإستمرارها وحمايتها من التدخلات الإستعمارية لسرقتها من الشعوب. 
                                         
                                           الـوعي العـربــي